============================================================
الاقليد الخامس والأربعون في أن رجوع الأرواح مع الأجساد كهيئتها عند بلوغ الفلك إلى أي نقطةمحال إن قوما من أهل التنحيم زعموا بأن الأبدان ترحع مع الأرواح عند مضي نيف وثلاثين ألف سنة، ويكون أحوال العالم كما نشاهده من المسعدة والمنحسة.1 وكذلك أحوال الناس من الغم والسرور، والدولة والإقبال، لا يمكن أن يزيد فيها2 شيء البية ، أو ينقص عنها شيء. وإذا استقصيت في البحث عن أصول مذاهبهم وجدتها مشتملة على التعطيل والإنكار بأن يكون لهذا العالم صانع، أو مدبر، بل يرون الأشياء أزلية والكون والفساد متواترة من جهة ممر الكواكب في دوائرها. وقد شرحنا في كتابتا الموسوم بالبشارة عن مذهب القوم، وفسادر (160 آبنيتهم في تصحيح هذا المذهب ما فيه كفاية، لكنا ثريهم3 في هذا الإقليد أن ما توهموه من رجوع الأبدان مع الأرواح عند مضي المدة التي بينوها4 باطل متناقض، بأن ثطالبهم: بأنكم وقفتم على هذه الحكومة بالعلم والمعرفة، أم بالحدس والتحمين والجزاف؟
فإن حكمتم عليه بالجزاف والحدس، فإن الحكم بالحدس لا يوثق به،1 وكذبه 1 ز: المحنة.
كما في زروفي ه: منه.
3 كما في ز، وفي ه: يوهم.
، كما في ز، وفي ه: بنوها.
ه كما في ز، وفي ه: بان.
وكما في ز. في ه: او.
، ز: بوثر به.
مخ ۲۰۵