176

============================================================

الإقليد الثامن والثلاثون في إثبات جوهر معسرى عن الطول والعرض والعمق مى رأينا جوهرين متساويين في الطول والعرض والعمق، ورسب أحدهما سفلا وطفى الآخر علوا، علمنا أن الراسب إنما رسب لثقله، والطافي إنما طفى لخفته. فإذا من الجواهر ذوات الطول والعرض والعمق الخفيف والثقيل. ومكان الخفيف خلاف مكان الثقيل. ثم وجدت من الخفيف ما هو أخفة، وهو الذي يطفو على الخفيف. ووجدت جوهرا طافيا راسبا في حالة واحدة، وهو الجرم المستدير، يرسب كل دقيقة منه غربا، ويطفو منه مثله شرقا. فلا هو ذو طول وعرض وعمق في ذاته، بل من أحل غيره.

نسب إليه الطول والعرض والعمق، وهي الأبعاد اللاحقة به. لو كان للحرم المستدير في ذاته طول وعرض وعمق،1 لوجد خارجه جرما، أو مكانا، أو فراغا. ولم يوجد ذلك، بل الكل2 من الأجرام في داخله.

وجدت جوهرا يتسع لمساحسة كل طول وعرض وعمق، وللاحاطة بكل بعد وسمك، وهي النفس المميزة. فلا هي ذات طول وعرض وعمق في نفسها، ولا من أحل غيرها، بل طولها وعرضها وعمقها بنقطتها الأولى. ونقطتها الأولى كأطول طول، وأعرض عرض، [135] وأعمق عمق، نقوش في الطبيعة متحلية،؛ ولسانهاء منزهة، لا يستعين من الطبيعة كلاما، وبغيرها كفانا1 لا 1 في ذاته، بل من أجل غيره. ينسب إليه الطول والعرض والعمق، وهي الأبعاد اللاحقة به . لو كان للحرم المستدير في ذاته طول وعرض وعمق: كما في ز، وسقطت هذه العبارة من ه 2 ز: لكل.

3 ز: نفوس.

ز: مستحابة.

ه كما صحناه، وفي النسختين: ولسناها، وهو شريف.

13

مخ ۱۷۶