============================================================
القول في القدرة على ما علم أنه لا يكون أو أخبر بأن لا يكون: قالت المعتزلة ومن وافقها من أهل العدل وغيرهم: إنه قادر على ذلك.
فإن قيل لهم: فلو فعله؟ قالوا: لو فعله لكان عالما بأنه يفعله ولم يكن الخبر بأنه لا يفعله سابقا.
ال وقال عليي الأسواري: إنما قرن القول بأن الله جل ذكره عالم بأن الشيء لا يكون، أو قد أخبر بأنه لا يكون مع القول بأنه لا يقدر على تكوينه، كان ذلك محالا مناقضا، وإذا أفرد كل قول من هذين القولين كان كلاما صحيحا.
وقال عباذ بن سليمان صاحب هشام بن عمرو: إن المعلومات شيئان: شيء يعلم الله أنه يكون، وشيء يعلم أنه لا يكون. فما يعلم أنه يكون فهو قادر على أن يكونه كما أن لا يكونه، وما يعلم أنه لا يكون فهو يقدر عليه، ولا أقول: يقدر على أن يكونه، كما أن ما لا يكون لا يجوز أن أقول: إنه يعلم أنه يكون، ولكني أقول: إنه يعلمه، فكذلك أقول: إنه يقدر أن يكونه، ولكني أقول: إنه يقدر عليه، ولعله كان يقول فيما أخبر الله أنه لا يكون بمثل هذا.
القول في جواز كون ما علم أنه لا يكون: قالت المعتزلة ومن وافقها: إن مما علم أنه لا يكون أمور علم أنها لا تكون لاستحالة كونها، ومنها أمور: أمور علم أنها لا تكون للعجز عنها، وأمور علم أنها لا تكون لترك فاعلها لها، فما علم أنه لا يكون لاستحالة كونه فمن قال: يجوز أن يكون، فقد أخطأ وأحال، وما علم أنه لا يكون للعجز عنه، فمن قال: يجوز أن يكون مع العجز عنه فقد أحال، ومن قال: يجوز أن يكون بأن يرتفع العجز عنه وتحدث القدرة عليه، فيكون الله جل ذكره عالما بأنه يكون، يذهب بقوله إلى أن الله تبارك وتعالى قادر على ذلك، فقد صدق وقال الحق،
مخ ۲۶۵