219

مقالات

ژانرونه

============================================================

الفن الثالث: في الاستدلال بالشادد على الغائب 219 عنا ذا القول(1) إلى شيء مما ذكرناه دون شيء صاحبه ولأنه قد يثبث الشيء في الشاهد شيئا من لا يثبته حدثا، ولم نر الفاعل كان فاعلا لأنه جسم، ولا معنى فاعل معنى جسم بوجودنا جسما غير فاعل ولا أنه قد يثبت الفاعل في الشاهد فاعلأ من ينفي أن يكون جسما، ووجدنا الشيء قد يحكم عليه، وله عنذنا وعند الخصوم - خصومنا - أحكام من غير طريق المشاهدة والحس، بل الدليل لم يلزمنا بأن نقضي بأن كل شيء غاب عنا حدث، وإن كنالم نشاهذ شيئا إلا حدثا، ولا حدثا إلا شيئا ولا بأن نقضي بأن كل فاعل جسم وإن كنا لم نشاهذ فاعلا إلا جسما، ولا أن ينفى حدث بمالم نشاهذ حدثه ولم نشاهذ محدثا أحدثه.

قالوا: ولو وجب ما قال خصومنا لوجب على من لم ير إنسانا إلا أبيض أن يقضي بأن كل إنسان أبيض، ومن لم ير إنسانا إلا أسود أن يقضي بأن كل إنسان أسود، وعلى من لم ير حيا إلا وقد يجوز عليه الموث، وأن يقضي بأنه لاحسي حيا إلا وقد يجوز عليه الموت، ولا وجب على من لم يشاهذ دارا تبنى ولا شاهد بانيها أن يقضي بأنها غير مبنية، وأنه لا يأتي بان لها، وعلى من لم ير كتابا قط أن يقضي بأن كل كتاب فغير مكتوب، وأنه لا كاتب له. قالوا: فإن قال خصومنا: إن الإنسان لم يكن إنسانا لأنه أسود ولا لأنه أبيض، وليس معنى إنسان هو أنه أبيض دون أسود، وأسود دون أبيض، ولا معنى حي، هو أنه يجوز عليه الموث؛ فلذلك لم يجز أن يقضي من لم يشاهذ إنسانا إلا أسود؛ لأن كل إنسان غاب عنه أسود، ومن لم يشاهذ حيا إلا وقد يجوز عليه الموث بأن كل حي غاب عنه فهذا حكمه، وإن لم نشاهذ بانيا ولا كاتبا كتب (1) في الأصل: لقول.

مخ ۲۱۹