212

مقالات

ژانرونه

============================================================

مثالات البلخي الإنسان قد يستحسن به الشيء ثم يستقبحة، فإنه باطل لما فيه من إيهام الغلط، ال وليس يجوز عندنا أن يكون تمكن الإنسان أن يجعل الباطل صحيحا ويعلم القبيح حسنا، وإنما يظن ذلك ويميل إليه ويحسنه؛ لأنه جنى على عقله بميله الى طباعه واعتماده على ما تصور في وهمه، فمال بطبعه إلى الألف وعادة، أو حمية وسعي وعصبية فطن له بعقله أن الباطل حق والقبيح حسن، فأما أن يكون علم ذاك أو عقله فمحمول: قالوا: أوليس يجب إذا ظن بعقله أن الباطل صحيخ والقبيح حسن لآفة قد دخلث على عقله ولما جنى عليه طبعه أن يكون العقل صحيحا تغير في نفسه، فصار يستحسن به القبيح ويحقق به الباطل على التحقيق دون الظن والحسبان، كما أن العاقل إذا غلب عقله خالف إلى ما مال إليه طبعة، ولزم ما يفؤث منه نفسه ثم هؤن على ذلك واعتاده حتى سهل عليه، لم يحب أن يكون الطبع تغير عما هو عليه، فالشك المكروه المؤلم، أو ألم من الملذ، وكرهه واستخف الثقيل.

قالوا: فأما من اطمأن على عقله، وأبطل حجته بما ذكرنا، وجعل الاعتبار انما يصخ باستعمال الطبع والتصؤر في الوهم، فإنه يقال: قد نرى الإنسان يميل إلى الشيء ويحبه بطبعه، ثم يكرهه بعينه وينفر منه؛ لأن عقله أوجب النفار منه بعد أن كان لا يحبة، وقد نراه يدعي أن أمرا من الأمور متصور في وهمه قد ضبطته نفسه، وأنه إنما حققه من هذه الجهة، ثم تنتقل عن ذلك ل وتدعي أن دعواه الأولى في حالته الثانية غير متصؤرة في الوهم، فإن كانث حجة العقل تبطل لأن الإنسان يعتقد به الشيء ثم يتركه فإنه يستقبح به الشيء ثم يستحسنه، فحجة الطبع والتصؤر في الوهم ساقطة بما ذكرنا.

قالوا: ومما يدل على صحة العقل وأن اعتبار حسن الشيء وقبحه به

مخ ۲۱۲