============================================================
مقالات البلخي قالوا: فلما خرج من هذه الأحكام، خرج من أن يكون مسئى بأسماء أهلها، وهذا هو القول بالمنزلة بين المنزلتين؛ أي إن الفسق منزلة بين الكفر ال والإيمان، وقد أخبرتك أن اسم الاعتزال وإن كان لزم لماثبت، أنه قد صار سمة لأهل التوحيد والعدل، ممن لم يقتحم القول بنقض ذلك أو بما يزيل الولاية ويوجب العداوة.
خروج أهل العدل: خرجت الغيلانية مع يزيد بن الوليد بن عبد الملك في سنة ست وعشرين ومائة وهو الذي يقال له الناقص، على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وهو الخليع الكافر الذي رمى المصحف وجعله غرضا، ثم أنشد وهو يخاطب الصحف: أتوعذني الحساب ولشث أدري أحقا ما تقول من الحساب فقل لله يمنعني طعامي وقل لله يشتعني شرابي فقتلوه، واستولى يزيد على الأمرقام في الناس خطيبا، فقال بعد أن حمد الله و أثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه: والله ما خرجتث أشرا ولا بطرا، ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك، وما بي إطراء نفسي، وإني لها لظلوم، ولكني خرجث غضبا لله ولدينه، وداعيا إلى كتاب الله وسنة نبيه، لما هدمت معالم الهدى، وأطفي نور أهل التقى، وظهر الجبار العنيذ، والمستحل لكل حرمة، والراكب لكل بدعة، مع أنه والله ما كان يؤمن بيوم الحساب، وأنه لابن عمي في الحسب، وكفئي في النسب، فلما رأيث ذلك استخرت الله في أمري، وسألته أن لا يكلني إلى
مخ ۱۹۶