============================================================
الفن الثاني: فرق أهل القبلة ومنهم فرقة يسمون البريدية، كان إمامهم بريد بن أبي أنيسة، قالوا: نتولى بمحكمة الأولى، ونبرأ ممن كان بعد ذلك من أهل الأحداث، فما كان عليه الجماعة المحكمة الأولى قبل اختلافها، ونتولى الإباضية كلها، ويزعم أنهم مسلمون كلهم إلا من بلغه قولنا وكذبه، أو من خرج منا. وخالفوا الحفصية في الإكفار والتشريك، وقالوا بقول الجمهور ومنهم: أصحاب الإباضي، قالوا بالعدل، وخالفوا فيه سائر الإباضية؛ وجمهور الإباضية يتولون المحكمة كلها إلا من تبين حدئة، ويزعمون أن مخالفتهم من أهل القبلة كفار وليسوا بمشركين، حلال مناكحة نسائهم، وحلال أن ينكحوا، وحلال غنيمة أموالهم من الشلاح والكراع عند الحرب، حرام وراء ذلك سبيهم وقتلهم في السر، إلا(1) من دعا إلى الشرك في دار تقية، ودان به، وادعى الإسلام فلا ذمة له ويزعمون أن الدار دار مخالفيهم دار توحيد إلا(2) عسكر الشلطان، فإنه دار بغي، وقالوا: كل طاعة إيمان ودين وإسلام، وأن مرتكبي الكبائر موحدون وليسوا بمؤمنين، وأن أهل الكبائر مؤمنون وليسوا بمؤمنين(3)، وقال بعضهم بطاعة لا يراد الله بها على مذهب أبي الهذيل.
ثم اختلفوا في النفاق: فقال بعضهم: النفاق براءة من الشرك، واحتخوا بقول الله عز وجل: لا الل هلؤلاء ولآإلى هؤلاو) [النساء: 143).
وقال بعضهم: كل نفاق شرلك، لأنه يضاد التوحيد.
(1) في الأصل: إلى: (2) في الأصل: إلى.
(3) كذا في الأصل:.
مخ ۱۴۳