============================================================
الفن الثاني: فرق امل التبلة 137 ومن الخوارج النجدات، وأصحاب نجدة بن عامر، وكان من أصحاب نافع ثم فارقه عندما أحدث من القول. وما تفرد به نجدة/ وأصحابه أنهم عذروا (20 بالجهل والخطأ، إذا أخطأ الرجل في حكم من الأحكام من جهة الجهل، وقال: الدين أمران: أحذهما معرفة الله ورسوله وتحريم دماء المسلمين وأموالهم، وتحريم الغصب، والإقرار بما جاء من عند الله جملة فهذا واجث عليه، وما سوى ذلك فالناسن معذورون بجهالتهم حتى تقوم عليهم الحجة، وهو جميع الحلال والحرام، فمن استحل شيئا من طريق الاجتهاد مماهو محرث، فمعذور على حسب ما يقول الفقهاء من أهل الاجتهاد، وقالوا: من خاف العذاب على المجتهد في الأحكام المخطى حتى تقوم عليه الحجة فهو كافر، وحكي عنهم أنهم يقولون: من ثقل عن هجرتهم فهو منافق، وأنهم استحلوا دماء أهل العهد وأموالهم في دار التقية وبرئوا مقن حرمها وتولوا أصحاب الحدود كلها من موافقتهم، وقالوا: لا ندري لعل الله يعذب المؤمنين بذنوبهم، فإن فعل فإنما ذلك في غير النار، يعذبهم بقدر ذنوبهم، وزعموا أن من نظر نظرة أو كذب كذبة صغيرة وأصر عليها فهو مشرك وأن من زنا وسرق وشرب الخمر غير مصر، فهو مسلم.
وممن كان مع نجدة ففارقه: عطية بن الأسود الحنفي، وأصحابة يسمون: العطوية، ولم يسمغ له بقول أبدعه أكثر من أنه أنكر على نافع ما أحدثه من أقاويله، ففارقه، ثم أنكر على نجدة ما حكينا أيضا ففارقه، ومضى إلى سجستان، فهو أصل الخوارج بها وبخراسان وقهستان(1).
(1) في الأصل: قهسمسان.
مخ ۱۳۷