خاطبوهم بلغة المدفع
هذه أول مرة -مذ بدأت حرب فلسطين- استطعت فيها أن أرفع رأسي الذي أحناه الخجل، وأثقله الألم ... هذي أول مرة وضع فيها قادة العرب أقدامهم على الطريق، بعدما كانوا يتيهون في الفلاة، ويمشون على غير الهدى ... هذا أول مرة تقرر فيها الجامعة قرارًا، فيقول العرب: "صحيح"، وكانت من قبل تقرر فلا يرضى عنها أحد ... هذي أول مرة تدرك فيها الحكومات أن ساحة المعركة ليست في ليك ساكس ولا في نيويورك، وأن سلاحها ليس الخطب ولا المذكرات، ولكن المعركة -كما كان يقول الأستاذ فارس خوري- هنا: في فلسطين، والسلاح هو الدم والنار والحديد ...
هذا هو الطريق، قد وضعتم الآن أقدامكم عليه فسيروا قدمًا. اضربوا ضربة الحق، ودعوا اليهود يشتكون هم إلى مجلس الأمن، فلقد كنا في المدرسة نحتقر التلميذ الذي لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الشر فيذهب باكيًا إلى المعلم، فيقول بصوت رخو، وعين دامعة، وشفة مقلوبة: "أستاذ، هاد ضربني"!
وكان شاعرنا الجاهلي، يقول:
بغاة ظالمين وما ظلمنا ... ولكنا سنبدأ ظالمينا