لن يخدعونا
من أمثال «كليلة ودمنة»:
أن ناسكًا اشترى كبشًا ضخمًا ليجعله قربانًا، فانطلق به يقوده، فبصر به قوم من المكرة فائتمروا بينهم أن يأخذوه من الناسك، فعرض له أحدهم فقال: "أيها الناسك ما هذا الكلب الذي معك؟ ". ثم عرض له الآخر، فقال لصاحبه: "ما هذا ناسكًا لأن الناسك لا يقود كلبًا". فلم يزالوا مع الناسك على هذا ومثله حتى لم يشك أن الذي يقوده كلب، وأن الذي باعه إياه سحر عينيه، فأطلقه من يده.
فأخذه الجماعة المحتالون ومضوا به.
...
هذا مثالنا مع أمم الغرب؛ رأوا أن هذا الدين الذي جاءنا به محمد ﷺ فأعز به العرب جميعًا مسلمهم ونصرانيهم، والمسلمين كلهم عربيهم وأعجميهم، مبعثُ القوة لنا لا نُغلب إن حافظنا عليه، ولا يبلغون منا ما يريدون إن تمسكنا به، فحشدوا حشودهم، وساقوا جنودهم من العاملين في إرساليات التبشير (وما قصدهم التبشير بالنصرانية؛ لأن النصرانية إنما انبثقت من هذه البلاد وخرجت منها، ولكن قصدهم التمهيد للاستعمار) ومن إرساليات