============================================================
خرج قيل له: كيف رأيته؟ فقال: لم أر - والله! - أعلم منه ولا أحد ذهنا، على حداثة سنه(2).
والمتصفح للكتب التي تحدثت عن سيرة الامام محمد بن سحنون يستخرج منها ما يفيد أنه كان من أوائل الذين دافعوا عن القواعد العقدية الشنية التي تدور عليها أبرز المسائل الخلافية بين أهل السنة وغيرهم، وهي القواعد التي قررها فيما بعد الإمام أبو الحسن الأشعري: ومن النصوص المهمة في ذلك قول "الخشني": لمحمد بن سحنون كانت له أوضاع في المناظرة في فقه الفقهاء في كلام المتكلمين، قال له سليمان الفراء(2 المعروف بابن أبي عصفور: "يا أبا عبد الله! الله سمى نفسه؟" أراد بذلك أن يقول له نعم، فيثبت عليه الاقرار بحدوث الأسماء والصفات، فقال له ابن سحنون: الله سمى نفسه لنا، ولم يزل(3) وله الأشماء الحشنى"(4).
فهذا الرد المحكم الوجيز تندرج فيه قاعدة إيمانية عظيمة وهي وجوب قدم الصفات الوجودية القائمة بذات مولانا ع، واستحالة الحدوث على شيء منها (1) راجع رياض التفوس للمالكي (ج 6/ ص 449) (2) هو: سليمان بن أبي عصفور المعروف بالفراء، كان يقول بخلق القرآن، وكان من أهل الجدل والمناظرة في ذلك، رحل ودخل بغداد وله كلام في مشكل القرآن وكتاب ألفه فيه، وسمعت من يذكر أنه سلخه من كتاب مشكل القرآن لقطرب النحوي، وله كتاب في أعلام النبوة، وله كتب في مذهبه في خلق القرآن. (طبقات علماء إفريقية، ص 279) (3) وعبارة "لم يزل" تفيد القدم.
(4) طبقات علماء إفريقية، (ص 198)
مخ ۹