فلما بين الحكيم فقال انه ليس كل قوة تؤول الى الفعل وتنتقل اليه باستحالة وقبول الأثر، فصل الاستحالة أيضا والانفعال فقال ان الاستحالة نوعان أحدهما الاستحالة الكائنة من القوة الى الفعل، أعنى القوة التى من النوع الأول، وهى الكائنة بفساد الشىء من ضده المخرجة للشىء من حاله التى هى عليها. فأما النوع الثانى، فهو الاستحالة الكائنة من القوة الى الفعل ، أعنى القوة التى من النوع الثانى، وهى الاستحالة التى يؤول بها الى الفعل بلا دخول ضد الشىء عليه ولا خروجه 〈من حاله〉، لاكن [تكون من] بحفظ (؟) الشىء 〈على حاله〉 وانتقاله (؟) الى الفعل والعمل، وهى الاستحالة المتممة المكملة للشىء. فأما الاستحالة الأولى، أعنى النوع الأول، فهى الاستحالة المفسدة، لأنها لا تكون الا بفساد الشىء وخروجه من حاله. فأما الاستحالة التى من النوع الثانى، فتكون بلا فساد الشىء، بل تتممه وتكمله وتظهر كماله، كالعالم الساكن، فانه منتهى التعليم بغير أن يفسد حالا من حالاته...
... وان يدعى هذا النوع استحالة حقا، لأن الاستحالة الحق تؤول من شىء الى شىء وضد الى ضد. فان سماها أحد استحالة، كان جنسا آخر وطبيعة أخرى من طبائع الاستحالات. فان العالم قد يعلم بغير استحالة ولا حركة مؤثرة. فان كان لم يستحل، لم ينتقل أيضا عن حاله، لا انتقالا كيفيا ولا انتقالا موضعيا.
مخ ۱۷۶