وذلك أن الشىء المنفعل المؤثر فيه لا يشبه الفاعل المؤثر قبل أن ينفعل ويقبل الأثر، فاذا انفعل وقبل الأثر صار شبه الفاعل المؤثر.
فنرجع الآن الى ما كنا فيه فنقول ان الحس الكائن بالقوة لا يشبه المؤثر الفاعل فيه قبل أن يقبل الأثر والفعل، فاذا قبل الأثر والفعل صار شبهه [لا محالة بل يصير واحدا].
وقال الحكيم بعد فراغه مما ذكرنا وقوله «ان الحس ضربان أحدهما بالقوة والآخر بالفعل»، ان القوة والفعل ينفصل كل واحد منهما بفصلين، ليرينا أن الحس لا يتحرك ولا ينفعل بالحقيقة، لأنه ليس خروج كل قوة الى الفعل يكون بالانفعال والحركة.
فقال ان كل شىء كائن بالقوة يكون على ضربين: أحدهما كالذى فى قوته وطبيعته أن يقبل التعليم، وان كان ليس بعالم، والضرب الآخر كالعالم القابل للعلم والحكمة وان كان لا يعلم، فانه عالم. وكذلك العالم 〈بالفعل〉 على ضربين 〈أحدهما〉 العالم الذى لا يعلم والضرب الآخر العالم الذى يعلم.
مخ ۱۷۲