فأما نحن فترجع 〈الآن〉 الى ما كنا فيه فنقول بقول جامع ان الحكيم حد الحس فقال انه هو الكائن بالقوة من النوع الثانى، الكائن كالمحسوس بالفعل. فانه الذى ينفعل ويقبل أثر المحسوس ما كان لا يشبهه، فلما انفعل وقبل الأثر، فشبه به وصار مثله.
وانما عنى الحكيم بالانفعال الاستحالة، وليس هذا النوع من أنواع الاستحالة الصادقة، لاكن لما لم نقدر أن نسمى الأشياء كلها على حقائق اسمائها، سمينا هذا النوع استحالة أيضا (لأنا قد بينا وأوضحنا آنفا أن انتقال القوة الثانية، أعنى المتهيئة للفعل، يكون الى الفعل بلا حركة ولا انفعال ولا استحالة).
فقد استبان الآن وصح أن حد الحس هو الانتقال الكائن من القوة الثانية الى الفعل بلا انفعال ولا استحالة ولا حركة البتة، كما بين الحكيم بأقاويل مضطرة مقنعة.
[قال المفسر] انا نريد الآن أن نذكر نحن رؤوس ما ذكر الحكيم ونبينه بقول موجز(؟) مختصر ليقوى الفكر على حفظها.
فنقول ان الحكيم ذكر أولا الحس وبينه بأن قال ان الحس يكون بالانفعال والحركة.
مخ ۱۸۶