فان طبيعتنا ليست بمحتاجة الى كثير معونة وحيلة من خارج فى أمر المعاش الذى هو فى غاية الفضيلة الذى كان فيه المشاركة. ففى جميع هذه الأمور وصلتنا الطبيعة بمعين هو كاف فيها، وهو قوة النطق والعقل، وعن هذه القوة نكون قادرين على استتمام ما تقصر عنه الطبيعة مما نحن مقتنون لنقصانه وضرورته. وذلك أنه ما كان بالذى يمكن أن يكون الانسان وهو على ما هو عليه من هذا المبلغ من الشرف والجلالة على سائر الأشياء الباقية وأن يكون له مع ذلك جسم صلب مستحصف، حتى يكون مغشى بقشور وصدف تحفظه من الأشياء التى يمكن أن تصدمه مما يكتنفه من المحيط به، وأن يكون لحم جلده صلبا أو يكون له شعر صلب متكائف. وبقوة العقل يتمم خلل هذه ونقصانها.
مخ ۹۹