فأما فى المقالة الأولى من كتابه فيما بعد الطبيعة، فعند ما يتكلم فى العلة الأولى ويلخص أمر الحركة التى تكون عنها فى الجسم الالهى، عندما يقول «انها تحرك كالمعشوق»، ويضيف الى ذلك هذا القول 〈«وأما بالمتحرك فتحرك الأشياء الباقية»،〉 فهوأنه يعنى بتلك «الباقية» الأشياء التى تحت فلك القمر وجميع الجسم السماوى. وهو يصرح بأن سبب تغير هذه الأشياء التى هاهنا حركة الجسم المتحرك دورا وأن هذا التغير وهذه الاستحالة تكون عنه بالقوة التى تصل اليها منه وتكون فيها عن ذلك الجسم.
وذلك أن القول بأن أحق الأسباب لتغير الأشياء التى هاهنا واستحالتها الحركة الدائمة المتصلة التى للأجسام السماوية الالهية هو واجب كثيرا من الوضع بأن الهيولى، لما كانت هى وتغيراتها متصلة دائمة، فلذلك يلزم ضرورة أن تصير الأشياء التى تكون أسبابا للتى تكون بعدها، ومن وضع 〈من وضع〉 أسبابا ما على الموالاة تجرى هذا المجرى. وذلك أن هذا الوضع ليس يحق ولا يوافق أيضا الأشياء الظاهرة، من قبل أن ولا واحد من الأشياء التى تتقدم يوجد هو سبب لشىء مما بعده وأشياء كثيرة تكون باطلا ولا أيضا التى تكون عن التتابع بعضها لبعض يرى أن جميعها انما تكون من أجل التى تتكون قبلها.
وأما أن نضيف كون الأشياء التى تحت الأجسام الالهية الى دورانها الحسن النظام والدائم، فذلك أنه موافق للأشياء الظاهرة وهوأوجب من جميع الأشياء كثيرا. والأجسام الالهية بتوسط الطبيعة ليس انما تعنى فى أمر الأشياء التى هاهنا بكونها فقط، بل تعنى أيضا بوجودها وسلامتها من بعد كونها كما قلنا.
مخ ۹۵