وأيضا فانه لو لم تكن حركته فى الفلك المائل لاكن فى بعض الدوائر المتوازية، لما كان يصدر عنه اعتدال البرد والمعونة الكائنة عن الحرارة التى تجرى الآن ومقتبس لها عنه فى مسكننا. وذلك أن حاله الآن، لما كانت توجد على ضد حال الشمس، لتصير به الليالى الشتوية حارة دفيئة، لأن حاله فى وضعه عندنا فى هذا الوقت حال مرتبة الشمس فى زمان الصيف. وأما فى الصيف، فتصير به الليالى أقل سخونة ودفئا، من قبل أنه ينقلب فى هذه الأوقات الى نواحى الجنوب. ولا أيضا كانت تكون عنه معونة فى كون الثمار ونضجها على ما هو يوجد الآن، فانه أعظم الأسباب فى هذين الأمرين. وبالجملة ما كنا نكون نفيد منه هو معونة أصلا فى حال من الأحوال التى نحن الآن نفيدها ونقتبسها عنه فى جميع أحوالنا لو لم يكن يتحرك فى هذا من الزمان هذه الحركة. ولم يكن حافظا لبعده هذا على ما هو عليه الآن.
مخ ۴۹