فنقول................................ .......................... 〈لأنه لما ك〉ان الأجناس كلية والكلى إنما هو كلى لأشياء، 〈فإنه موجود ما كلى〉. لأن ما ليس بشىء موجود ليس هو كلى ولا جنس ولا يحمل بتواطؤ، لاكن ينبغى أن يكون [الشىء الكلى] معنى ما عرض له أن يكون كليا؛ 〈وأما الشىء الذى عرض له أن يكون كليا فهو معنى ما،〉 فأما الكلى نفسه من طريق ما هو كلى فليس بمعنى قائم على الحقيقة، لاكنه عارض يعرض لشى آخر. بمنزلة الحيوان، فإنه معنى ما موجود ودل على طبيعة ما، إذ كان يدل على جوهر متنفس حساس الذى من قبل طبيعته ليس بكلى. وذلك أنا 〈و〉لو وضعنا أن الحيوان واحد ما بالعدد، لم يكن بدون ما [إذا وقع عليه اسم الكلى]. وقد يوجد له وهو على هذه الصفة أنه فى كثيرين مختلفين 〈بالنوع〉 بعضهم بعضا. وهذا إنما هو شىء عارض له. لأن الشىء الذى ليس هو فى جوهر ما فإنما هو عرض لذلك الجوهر.
فلما كان الجنس ليس بمعنى ما، لاكنه عرض عارض فى معنى ما، قال أرسطوطاليس إنه «إما أن يكون ليس شىء»، لأنه ليس بموجود على الحقيقة؛ وذلك أنه لما أراد أن يدل على الحيوان الذى هو بمنزلة الجنس، أضاف الى الحيوان أنه كلى فقال «الحيوان الكلى». فهذا الحيوان الذى هو بمنزلة الجنس إما ألا يكون شيئا، لأنه ليس يدل على طبيعة ما تخصه، لاكنه عارض [و]تابع لمعنى ما؛ أو يكون، متى آثر أحد أن يقول إنه موجود، 〈ثانيا〉 للشىء الذى يوجد له. وذلك أنه قد ينبغى أن يكون الشىء موجودا قبل العرض [و]الذى يعرض له.
والأمر بين بأنه 〈يكون〉 ثانيا للمعنى. لأن الحيوان إذا كان موجودا ليس واجب ضرورة أن يكون الحيوان الذى هو بمنزلة الجنس موجودا (فإنه قد يمكن أن ينزل أن حيوانا واحدا موجود فقط، لأن قولنا «كلى» 〈ليس〉 هو شىء فى نفس جوهره)، وإذا وجد الحيوان الذى هو بمنزلة الجس، وجب ضرورة أن يكون الحيوان موجودا.
مخ ۲۶۶