وأسمنها حتى إذا ما تمكنت
فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
يجود بمعروف على غير شاكر
فلما جن الليل، وصمم الخبيث على طرحه في حفائر الويل، تفرس فيه الخادم، أنه على الشر عازم، فتدبر بعقله أنه ينبغي لمثله، أن لا يتركه يركض في مضمار جهله، بل يجاريه في ميدان جده وهزله، ويوهمه أنه موافق له على ما أراد؛ حتى يقف منه على حقيقة ما دار في خلده من الفساد، فلما عرف كنه ما نوى عليه، وجنح قلبه إليه، اختلى بمولاه وأخبره بالواقع، وجاءه في إخلاصه بالبرهان القاطع.
أخلق بمن رضي الخيانة شيمة
أن لا يرى إلا صريع حوادث
ما زالت الأرزاء تلحق بؤسها
أبدا بغادر ذمة أو ناكث
فشكر السيد غلامه، وأثنى على أخلاقه، ووعده بمضاعفة مرتباته وأرزاقه، وقال له: يا بني، لا تجزع، فالباغي له مصرع، وإنه سيرمي بسهام كيده في نحره، ويلقى عما قليل عاقبة شره.
ناپیژندل شوی مخ