سرت بين هؤلاء خلال مرحلة الإستكشاف الأوروبي روح الوطنية والحس الديني مع دعوات الأدارسة ثم الإمام المهدي بالسودان المصري .. فكانت حاجزا صعب التجاوز أمام المحتل ا لأجنبي وحدثت صراعات دامية حيث لم يتمكن المحتل أن يوطد نفوذه بقوة ومن ثم ينبش الأرض باحثا عن الثروات الطبيعية والمعادن مثل الذهب والألماس واخيرا النفط . . مع العلم أن المحتل توفق فحصدت شركاته البلايين من ريع الذهب والمعادن النفيسة وحتى النفط لكن بخارج السودا ن الطبيعي .. ورغم وجود الألماس والذهب فإن المحتل هو من أثري منها بينما مواطنوا تلك الدول يحصدهم الفقر والمرض والتخلف مثل سيراليون وغينيا وساحل العاج والكونقو وحالهم أسواء من حال سكان السودان الطبيعي رغم وجودهم بمنطقة الغابات بأفريقيا وخيراتها الوفيرة من ماء وأشجار ... لكن المحتل وضع بذور الفتنة بكل مكان ... وجعل المواطن عباره عن خادم أو عامل منجم يقتات بالفتات من مخلفات مائدة الأوروبيين ...
السودان الطبيعي لم تستطع قوات المحتل تطويعه تماما كما أسلفت وللعوامل السالفة .. وقد نظم الإنجليز حملة بقيادة اللورد كيتشنر فأستطاعت الحملة إخماد ثورة المهدي وقتل الخليفة عبد الله التعايشي وفرقت دروايش المهدي أو مانسميهم حاليا بالمجاهدين ... لكنها لم تستأصل الفكر والثقافة ... فعمدت لبرنامج طويل هدفه تفريق السودانيين وزرع الفتن والقلاقل بوسطهم ... وكذا فعل المحتل الفرنسي غربا بشعوب تشاد والنايجر ومالي وموريتانيا ... لكن الفرنسي كان أقل مكرا ولم يذهب للبعيد بخططه أسوة بالإنجليزي الذي أتقن العمل وزرع ثقافات لها شبه إستقلالية عن ثقافة السودان السائدة المتأثرة بالإسلام والعرب .. وبالطبع الهدف دائما هو العودة لنهب ا لأرض وإستغلال الإنسان ..
مخ ۲۳۱