ومما لاشك به أن العصيد يشغل حيزا واسعا من ثقافة وأدبيات صعدة وأن المصنفات المخطوطة الموجودة بخزائن إما مؤممة أو محضور طباعتها .. لاشك أنها حوت النوادر والنفائس وتفنن أصحابها وأبدعوا بوصف العصيد وتقريضه وإيراد أنبل المعاني بخصائصة وأجود أنواع لشرح لبديع صنعه وإعداده وتنوعه وتفرعه .. حيث يقال عصيدا فيدا .. وهريشا ، وشاربا ، وأبيضا ، وأحمرا ..... الخ .. وأشتهر عن أهل صعدة تسميتهم الرومانسية ( العشقية) للقيمات العصيد حيث يطلقون عليا إسم كواعيب ... وهو تصغيرا لإسم ثدي الفتاة اليافعة .. ولكن الصعديين ليسوا متأدبين وشاعريين مع العصيد وحسب ... بل تمتد الإسماء الشاعرية للكثير فمثلا الرغيف الصغير يسمونه حنون .. من مصدر الحنان ، والأوسط حمامي من الحمام .. وهكذا رغم ما يقال عنهم أو ماروي عن أحدهم .. حيث كان مدعوا بمنزل صنعاني ... وعندما شاهد صاحبنا طقوس إعداد السلتة ورآئ كل يدلي بدلوه للحرضة ( الحرضة إناء صعدي منحوت من الصخر) فدعوه ليدلي بدلوه ، أي يضيف شيئا للسلتة إما خضار ونحوه .. فأعتذر الرجل أن صعدة ممثلة بقوة ويتجسد تمثيلها بالإناء ... لكن لم يقتنعوا وأعادوا دعوته للمشاركة ... فوضع بالسلتة كرة من العصيد .... وهناك أسم لعاصمة مديرية دوعن بمحافظة حضرموت حيث تسمى حريضة .. ولست أعلم إن كان الإسم تصغيرا لحرضة عصيد صعدة .. لكن كل شئ جائز وخاصة عندما نسمع القصيدة التي تختتم .... يماني الإصل وساكن دوعنا ..
مخ ۲۲۴