مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم) (١) فالخوض شامل لكل مفسدة، فلنطهر ألسنتنا من هذا الداء الوبيل.
المبحث الخامس
صفة الكلام
٩ - فإنه كلامه أعيى الورى نظامه ... وبهرت أحكامه الغرّ جميع الشيع
أورد الناظم ﵀ هذا البيت لوصف القرآن الكريم كلام الرب ﷾، وما فيه من كمال الأسلوب، وعدالة المنهج والحكم، فهو أعدل الكلام وأصدقه وأجمله وأبلغه وأحلاه، بهر أرباب الفصاحة، وملّاك البلاغة، ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (٢) وقد روي في وصفه قول علي ﵁: أما إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنها ستكون فتنة، فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه
_________
(١) أخرجه الترمذي حديث (٢٧٤٩) وقال: حسن صحيح.
(٢) الآية (٤٢) من سورة فصلت.
1 / 51