أخذنا نتقدم ببطء على هذا النحو، إلى أن وصلت صناديقنا وأواني الطهي خاصتنا إلى كلينتون، واستعنا برجل بثوريه وزلاجته لإحضارها من هناك. وعندما حصلنا على أغطية الأسرة خاصتنا، خطر لنا أننا كنا نرقد وسط البرسيم؛ حيث إننا قد نمنا على أفرع الشوكران لخمسة أو ستة أسابيع.
قطعنا شجرة دردار ضخمة وقطعناها إلى شرائح، وصنعنا منها أرضية لكوخنا، وهكذا كنا نضفي على الأشياء شكلا أفضل.
كنا في أوائل فبراير تقريبا حين أحضر أبي والدة وشقيقة جون وتوماس للإقامة معنا. وقد عانوا بشدة للمجيء عبر هوليت؛ إذ لم يكن هناك أي جسور تعلو الجداول المائية الكثيرة المنتشرة، ولم تكن تلك الجداول المائية متجمدة. ثم وصلوا إلى كينيث بينز، حيث توجد بليث الآن، وترك أبي الخيول وزوجة عمي وابنة عمي هناك وجاء ليصطحب ثلاثتنا كي نقودهم لبقية الطريق. استطعنا التحرك من هناك بصعوبة ولم نواجه سوى مشكلة واحدة، وهي أن الخيول كانت في قمة الإرهاق؛ إذ كان الجليد عميقا جدا حتى إنها كانت تتوقف كثيرا في الطريق. وأخيرا وصلنا إلى الكوخ، وأدخلنا الخيول إلى مأوى خاص بها، وشعرنا بالارتياح نوعا ما لما أحضره أبي معه من مؤن.
أراد أبي أن يأخذ معه حمولة من السمك وهو عائد إلى بيته؛ لذا ذهبنا إلى جودريتش في اليوم التالي وأحضرنا السمك. وفي اليوم التالي انطلق عائدا إلى بيته.
عدت إلى موريس حيث كانت زوجة عمي وابنته قد رتبتا الأشياء على نحو رائع. وتحلل توماس من أعباء مهمة الخبز والطهي وشعرنا جميعا بتغيير للأفضل.
واصلنا العمل وقطعنا بعضا من الأشجار الضخمة، لكننا لم نكن معتادين كثيرا على العمل والجليد يزداد عمقا، وكان المشي عليه بطيئا جدا. وفي بداية أبريل 1852، تكونت قشرة شديدة الصلابة على الجليد، بحيث كان بمقدور أي شخص أن يركض عليها في أي مكان.
ولما كنت بصدد البحث عن قطعة أرض من أجل جار مسن، فقد بدأنا في الخامس من أبريل في تفقد بعض الأراضي الخالية المعروضة للبيع. كنا على بعد خمسة أو ستة أميال من كوخنا حين هبت عاصفة ثلجية عنيفة، وتسببت الرياح الشرقية في تغطية العلامات الهادية للطريق على الأشجار بالجليد، وواجهنا صعوبة كبيرة في إيجاد طريقنا إلى المنزل. وسعدت زوجة عمي وابنته كثيرا لرؤيتنا حين وصلنا؛ لأنهما اعتقدتا أننا قد أصبحنا حتما في عداد المفقودين.
لم أفعل أي شيء بمنزلي في ذلك الشتاء، وكذلك توماس، الذي عمل مع جون لبضع سنوات. أما أنا فعدت إلى هالتون في الربيع، وعدت إلى موريس في خريف عام 1852، وبدأت في التجهيز لكوخي الخاص، وقطع جزء من الخشب اللازم له في ذلك الشتاء. تعاونت مع ابني عمي في العمل معا في الأماكن التي كانت في أشد الحاجة إلى عملنا.
وقد ساعداني في قطع بعض الأشجار في خريف عام 1853، ولم أحضر إلى موريس مجددا حتى ربيع عام 1857 حين حظيت بزوجة تشاركني محني وأفراحي وأحزاني.
لقد عشت هنا (ونحن الآن في عام 1907) لستين عاما، وواجهت بعض المحن والصعاب، وشهدت الكثير من التغييرات في كل من السكان والقرية. فخلال الأشهر القليلة الأولى كنا نحمل مؤننا لمسافة سبعين ميلا، أما الآن فقد صار هناك طريق سكك حديدية على بعد أقل من ربع ميل منا.
ناپیژندل شوی مخ