حملته وعادت به إلى سوزي، وما إن غمست أصابعها في اللبن المحلوب الطازج وقدمت إحداها للرضيع، حتى توقف عن البكاء وبدأ في مص اللبن بقوة.
قالت: «هل هذا الطفل ولد لأحد ثم خبأه هنا؟» هزأت بسوزي - كما كانت بإمكانها أن تفعل بين الحين والآخر، بمعلوماتها الأكيدة التي تفوقها كما - وقالت لها إن هذا ليس طفلا ولد لتوه، إنه أكبر سنا من ذلك. كما أن ملابسه لا تشي بأنها ملابس لرضيع أراد أحد الأشخاص التخلص منه.
قالت ميجي: «حسنا. ماذا سنفعل معه؟»
هل كانت تقصد ما هو الإجراء الصحيح الذي سنتخذه معه؟ وهو السؤال الذي ستكون الإجابة عنه أن يأخذوه إلى منزل أي منهما، أو إلى النزل الذي هو أقرب مكان لهما.
لم يكن هذا هو ما قصدته تماما.
لا، بل كان ما تقصده هو كيف نستطيع أن نستغل هذا الأمر؟ كيف يمكننا أن نستخدمه بأفضل ما يكون لعمل مزحة، أو لخداع أحد الأشخاص به؟ •••
لم تكتمل خطط جيمي أبدا. أدرك عندما تركوا المنزل أن والده - الذي لم يكن تحت شاهد ذلك القبر، بل كان في الهواء أو يتمشى بطول الطريق على نحو غير مرئي وينقل له وجهات نظره كما لو أنهما كانا يتكلمان معا - لا يؤيد ذهابهم. كان على والدته أن تعرف هذا الأمر أيضا، لكنها كانت مستعدة للاستسلام لما يريده هذا الشخص الوافد الذي يشبه والده بل ويتكلم مثله، ولكنه كان نسخة زائفة تماما. قد يكون بالفعل أخا والده ولكنه في نفس الوقت نسخة زائفة منه.
حتى عندما بدأت في حزم الأمتعة، اعتقد أن شيئا ما كان سيوقفها، وما إن وصل «العم أندرو» حتى أدرك أنه ما من شيء سيمنعهم من الرحيل، وأنه يجب أن يفعل شيئا.
ثم عندما تعب وهو يحاول أن يسبقهم بمسافة كبيرة ونزل إلى الغابة، بدأ يتخيل أنه كان هنديا، كما كان يفعل غالبا من قبل. إنها كانت فكرة تتبادر إلى ذهن المرء على نحو طبيعي من الطرق التي يجدها، أو إيحاءات الطرق التي توجد بجانب الطريق أو بعيدا عنه. وأثناء محاولته بذل ما في وسعه كي يتسلل دون أن يسمعه أو يراه أحد، تخيل صحبة من الهنود، ووصل به الأمر حتى ظن تقريبا أنه رآهم، وفكر في بيكي جونسون، وكيف يمكن أن تكون قد تتبعتهم لوقت طويل، محاولة أن تجد فرصة لتخطف الطفلة التي تحبها حبا جنونيا. ظل في الغابة حتى توقف الآخرون أمام النزل، ورأى هذا الكوخ، وتفقده قبل أن يواصل طريقه بين شجر التفاح. حمته هذه الأشجار نفسها عندما خرج من الباب الجانبي بالطفلة النائمة الخفيفة جدا على ذراعيه، التي تتنفس بضعف شديد، والتي يصعب تخيل أنها إنسان. كانت عيناها مفتوحتين قليلا وهي نائمة. كان يوجد في الكوخ رفان ظلا كما هما ولم يسقطا، فوضعها على الرف العلوي، حتى لا يدركها الذئاب أو القطط البرية إذا تصادف وجود أي منهما.
أتي متأخرا للعشاء ولكن لم يلاحظ أحد ذلك. كان قد رتب أن يقول إنه كان في دورة المياه، لكن لم يسأله أحد. كان كل شيء يسير بسلاسة تامة، كما لو كان ما زال في خياله.
ناپیژندل شوی مخ