منظر له قلعې څخه

شيمه طاها ريدي d. 1450 AH
174

منظر له قلعې څخه

المنظر من صخرة القلعة

ژانرونه

حين آتي إلى هنا، عادة ما أمكث من ليل الجمعة حتى ليل الأحد، لا أكثر، والآن وقد امتدت إقامتي للأسبوع التالي، فيبدو لي أن شيئا في حياتي قد خرج عن نطاق السيطرة. لا أشعر بالثقة كثيرا في كونها مجرد زيارة؛ فلم تعد الحافلات المتنقلة من مكان إلى مكان تبدو مرتبطة بي.

أرتدي صندلا مفتوحا من جلد جاموس الماء الرخيص. هذا النوع من النعال يرتديه الكثير من النساء ممن أعرفهن، ويعتبر دلالة على تفضيل للحياة الريفية، وإيمان بكل ما هو بسيط وطبيعي. ولكنه غير عملي حين تقوم بعمل مثل الذي أقوم به الآن؛ فقد كانت أجزاء من التبن وروث الأغنام، الذي كان أشبه بحبات زبيب سوداء كبيرة، تسحق بين أصابع قدمي.

تأتي الأغنام لتحتشد نحوي. ولما كان صوفها قد اجتز في الصيف، فقد عاد للنمو مجددا، ولكنه لم يكن طويلا جدا بعد. بعد جز صوفها مباشرة، تبدو الأغنام من بعيد كالماعز على نحو مثير للدهشة، بل وتفتقر إلى النعومة والثقل. فتبرز عظام الوركين الكبيرة والجباه المقلمة. أتحدث إليها في خجل نوعا ما وأنا أنشر التبن، وأضع لها الشوفان في الحوض الطويل.

يقول بعض من معارفي إن هذا النوع من الأعمال مجدد للنشاط وذو مهابة فريدة وخاصة، ولكنني جبلت عليه، وشعوري تجاهه مختلف؛ فمن الممكن أن يحاصرني الزمان والمكان، ومن الممكن بسهولة للغاية أن أبدو وكأنني لم أهرب أبدا من هنا، وأنني قد قضيت حياتي بأسرها هنا. كأن حياتي في مرحلة النضج كانت أشبه بحلم لم يتحقق له السيطرة علي مطلقا. لا أرى نفسي مثل هاري وإرلما، اللذين كان عليهما أن يزدهرا في هذه الحياة إلى حد ما، أو مثل أبي، الذي أقلم نفسه لكي يتلاءم معها، بل أشبه بواحدة من هؤلاء الأسرى المقيدين، الذين لا يتوافقون معها - ممن لا نفع لهم، ويعيشون وحدهم دون شريك، وكأن الصدأ قد طالهم - الذين كان ينبغي أن يغادروها، ولكن لم يفعلوا، أو بالأحرى لم يستطيعوا، وباتوا لا يصلحون لأي مكان قط. أتخيل رجلا ترك أبقاره تتضور جوعا حتى الموت ذات شتاء بعد وفاة والدته، لا لأنه قد تجمد من الحزن، بل لأنه لم يكن يعبأ بالخروج إلى الحظيرة لإطعامها، ولم يكن ثمة أحد ليخبره بأن عليه أن يفعل ذلك. بإمكاني تصديق ذلك، بإمكاني أن أتخيله. بإمكاني أن أرى نفسي كابنة في منتصف العمر أدت واجبها، ومكثت في المنزل تعتقد أنها يوما ما ستواتيها فرصتها إلى أن أفاقت وأدركت أنها لن تأتي. والآن صارت تقضي الليل بأكمله تقرأ ولا تجيب على من يطرق بابها، وتخرج في غيبوبة عابسة لإعطاء التبن للأغنام. •••

بينما أنا بصدد الانتهاء من إطعام الأغنام، تأتي كوني ابنة شقيقة إرلما وتدخل بسيارتها إلى فناء الحظيرة، بعد أن أخذت ابنها الأصغر من المدرسة الثانوية وجاءت للاطمئنان علينا.

كوني أرملة تعول ابنين وتملك مزرعة صغيرة تقع على بعد بضعة أميال. وتعمل ممرضة مساعدة في المستشفى. وإلى جانب كونها ابنة شقيقة إرلما، فهي ابنة عم من الدرجة الثانية لي؛ وفي ظني أن علاقة أبي بإرلما قد توطدت أكثر عن طريقها. لها عينان بنيتان ولامعتان، مثل إرلما، ولكنهما أكثر مراعاة للآخرين وأقل مطالب. وجسدها قوي، وبشرتها جافة، ولذراعيها عضلات قوية، وشعرها الداكن قصير جدا وعلى وشك المشيب. وصوتها وتعبير وجهها يحمل سحرا متقطعا، ولا تزال حركتها كحركة راقص جيد. تضع أحمر شفاهها وتزين عينيها قبل الذهاب إلى العمل ومرة أخرى عند انتهائه، ووجهها ينضح بما قد تصفه وصفا غير كاف بمعنويات مرتفعة، أو حس دعابي جيد، أو رقة إنسانية، وهي نتاج حياة لم تكن الاختيارات المتاحة فيها كثيرة، وليس بها قدر وافر من الحظ.

أرسلت ابنها ليغلق لي البوابة - كان ينبغي أن أفعل ذلك - لمنع الأغنام من الانحراف نحو الحقل السفلي.

قالت إنها قد توجهت لزيارة أبي في المستشفى وإنه يبدو في حال أفضل كثيرا اليوم، وانخفضت حرارته وتناول غداءه.

قالت لي: «لا بد أنك متلهفة للعودة إلى حياتك.» تقول ذلك وكأن ذلك هو الشيء الطبيعي في العالم وهو نفس ما كانت ستريده هي ذاتها لو كانت في مكاني. ليس بإمكانها معرفة أي شيء عن حياتي التي تتلخص في الجلوس في إحدى الغرف للكتابة والخروج أحيانا لمقابلة صديق أو حبيب، ولكن لو كانت تعلم، لربما قالت إن لدي الحق في فعل ذلك. «يمكنني أنا والصبيين أن نصعد ونفعل ما يجب أن نفعله للخالة إرلما. قد يمكث أحدهما معها إذا لم ترغب في البقاء وحدها. يمكننا تدبير الأمور الآن على أي حال. يمكنك الاتصال لمعرفة التطورات. ويمكنك أن تعودي مجددا في عطلة نهاية الأسبوع. ما رأيك؟» «هل أنت واثقة من أن كل شيء سيكون على ما يرام؟»

تقول: «لا أظن أن الأمر رهيب إلى هذا الحد. إنه يسير كما يسير عادة، لا بد أن تعاني بعض المخاوف قبل أن يسدل الستار كما تعلمين. هذا هو المعتاد على أي حال.»

ناپیژندل شوی مخ