منظر له قلعې څخه

شيمه طاها ريدي d. 1450 AH
158

منظر له قلعې څخه

المنظر من صخرة القلعة

ژانرونه

حين أكون بعيدة عن المنزل، كنت أشاهد في ذهني أيضا سقف المطبخ المؤلف من ألواح ضيقة ملطخة بالدخان ومزودة بلسان وحز، وإطار نافذة المطبخ الذي قرضه كلب كان محبوسا هناك قبل ميلادي. كان ورق الحائط به بقع باهتة من أثر مدخنة راشحة، وكان مشمع الأرضية يعاد طلاؤه كل ربيع على يد أمي ما دامت توافرت لديها القدرة على ذلك. كانت تطليه بلون داكن - بني أو أخضر أو كحلي - ثم باستخدام قطعة من الإسفنج ترسم عليه تصميما تتخلله نقاط صغيرة لامعة باللون الأصفر أو الأحمر.

توارى هذا السقف الآن خلف قوالب من القرميد الأبيض، واستبدل بإطار النافذة الخشبي المقروض إطار معدني جديد. وتم تركيب زجاج جديد للنافذة أيضا لا يضفي أي خطوط تموجية أو حلزونية غريبة على ما تشاهده عبره. وعلى أي حال لم يعد ما ينتظرك لرؤيته عبر تلك النافذة هو تلك الشجيرة ذات الوهج الذهبي التي كانت نادرا ما تقطع والتي كانت تغطي كلا اللوحين الزجاجيين السفليين، أو البستان ذو أشجار التفاح الجرب وشجرتا الكمثرى اللتان لم تحملا الكثير من الثمار قط، كونهما في أقصى الشمال. لم يعد هناك الآن سوى حظيرة طويلة رمادية بلا نوافذ للديوك الرومي، وفناء لها، باع أبي قطعة أرض من أجل بنائهما.

ركب ورق حائط جديد للغرف الأمامية - ورق حائط أبيض ذو تصميم مبهج ولكنه تصميم أحمر بارز تقليدي - وغطيت الأرضية بأكملها بالموكيت الأخضر بلون الطحالب. لما كان أبي وإرلما قد نشآ وعاشا جزءا من حياتهما في مرحلة النضج في منازل تضاء بمصابيح الكيروسين، فإن الضوء يغطي كل أرجاء المنزل؛ فتجد مصابيح للسقف، ومصابيح موصلة بالكهرباء، ومصابيح فلورسنت طويلة تتوهج بالضوء، ولمبات تعمل بجهد مائة واط.

حتى خارج المنزل، الطوب الأحمر الذي كانت رياح شرقية تخترق مونته المفتتة، سيغطى بألواح معدنية بيضاء. ويفكر أبي في تركيبها بنفسه؛ ومن ثم يبدو أن هذا المنزل الغريب - بمطبخه المبني جزء منه في ستينيات القرن الثامن عشر - يمكن أن يذوب، بطريقة ما، وينصهر داخل منزل عادي مريح على الطراز الحديث.

إنني لا أتحسر على هذه الخسارة كما كنت سأفعل ذات مرة. بل أقول إن الطوب الأحمر له لون ناعم وجميل، وإنني قد سمعت عن أناس (من أهل المدن) يدفعون مبالغ باهظة من أجل شراء هذا الطوب القديم، إلا أنني في أغلب الأحيان أقول ذلك لاعتقادي أن أبي يتوقعه. فأنا الآن من أهل المدينة في نظره، ومنذ متى كنت شخصا عمليا؟ (وهذا لا يعد خطيئة كما كان من قبل؛ لأنني شققت طريقي، على عكس التوقعات، وسط أناس ربما يفتقرون إلى العملية مثلي.) وهو يسعد الآن بإعادة توضيح قصة الريح الشرقية وتكلفة الوقود وصعوبة الإصلاحات. وأنا أعلم أنه يقول الحقيقة، وأعلم أن المنزل الذي سيختفي ليس بالمنزل الجميل أو الأنيق بأي حال؛ فهو أحد منازل الفقراء، الذي تمتد درجات سلمه دائما بين حائطين، وغرف نومه مفتوحة كل منها على الأخرى؛ منزل يعيش فيه أناس في عوز لما يزيد على المائة عام. إذن، فإن كان أبي وإرلما يتمنيان الراحة بدمج معاشي تقاعدهما معا؛ ما يجعلهما أكثر ثراء ورغدا من أي وقت مضى في حياتيهما، وإذا كانا يبغيان أن يكونا «عصريين» (وهي الكلمة التي كانا يستخدمانها دون علامات اقتباس، ببساطة وعلى نحو إيجابي)؛ فمن أنا لكي أتذمر من خسارة بعض قوالب الطوب القرنفلية، وجدار محطم؟

ولكن يظل صحيحا أيضا أن أبي بطريقة ما يريد بعض الاعتراضات، بعض الحماقة مني. وأنا أشعر بأنني ملزمة بأن أخفي عنه حقيقة أن المنزل لا يمثل لي الكثير مثلما كان في يوم من الأيام، ولا يعنيني حقا شكل التغييرات التي يضفيها عليه الآن.

يقول لي بنبرة اعتذارية، ولكنها لا تخلو من الرضا: «أعلم مدى حبك لهذا المكان.» لا أخبره أنني لا أعرف الآن ما إذا كان لدي حب لأي مكان أم لا، وأن ما أحببته هنا هو نفسي؛ نفس انتهت كل صلة لي بها، وفي الوقت المناسب.

لا أدخل الآن الغرفة الأمامية للتفتيش في مقعد البيانو عن النوت الموسيقية والصور الفوتوغرافية القديمة. ولا أذهب للبحث عن كتبي المدرسية القديمة في المرحلة الثانوية، وقصائد الشعر اللاتينية، ورواية «ماريا تشابدلين»، أو أكثر الكتب مبيعا لعام ما في أربعينيات القرن التاسع عشر حين كانت والدتي تنتمي إلى نادي كتاب الشهر؛ وكان عاما رائعا للروايات التي تدور حول زوجات هنري الثامن، وللروائيات ذوات الأسماء الثلاثية، ولفهم الكتب التي تتحدث عن الاتحاد السوفييتي. لا أفتح «الكلاسيكيات» المجلدة بجلد مقلد ضعيف، والتي اشترتها أمي قبل زواجها، فقط لأرى اسمها قبل الزواج مكتوبا بخط اليد الجميل التقليدي لمعلمة على الورقة الأخيرة المجزعة بعد تعهد الناشر: «أيها الإنسان العادي، سأكون معك، وسأرشدك، في أقصى لحظات احتياجك إلى وقوفي بجانبك.»

ليس من السهل العثور على أشياء تذكرني بأمي في هذا المنزل، على الرغم من هيمنتها عليه لزمن طويل بما كان يبدو لنا من طموحاتها المحرجة، ثم بشكاواها المحرجة بنفس القدر وإن كان لها ما يبررها. فلم يكن المرض الذي كانت تعاني منه معروفا على نحو كبير آنذاك، وكان غاية في الغرابة في تأثيراته، حتى إنه بدا مجرد شيء ربما تكون قد اختلقته، بدافع الحماقة وحاجتها الحقيقية إلى الاهتمام، ولأبعاد أكبر في حياتها؛ فإن الاهتمام الذي كانت عائلتها تمنحها إياه كان بدافع الضرورة، صحيح أنه لم يكن يمنح كرها منهم، ولكنه كان يمنح على نحو روتيني حتى إنه قد بدا باردا، ومتبرما، وخاليا من الحنان والحب، والذي لم يكن أبدا، أبدا، كافيا بالنسبة إليها.

جمعت إرلما الكتب التي دائما ما كانت تتناثر تحت الأسرة وعلى الطاولات في جميع أرجاء المنزل وأقحمتها في خزانة الكتب الموجودة بالغرفة الأمامية وأغلقت عليها أبوابها الزجاجية. ويقول أبي، المطيع لزوجته، إنه لم يعد يقرأ تقريبا لكثرة مشاغله. (على الرغم من أنه يحب بالفعل الاطلاع على «الأطلس التاريخي» الذي كنت أرسلته إليه.) إن إرلما لا تهتم بمنظر الناس وهم يقرءون لأنه شيء غير اجتماعي، وما الطائل من وراء ذلك في النهاية؟ إنها تعتقد أنه من الأفضل أن يمارس الناس ألعاب الورق، أو يصنعوا أشياء؛ فبإمكان الرجال أن يقوموا بأعمال خشبية، وبإمكان السيدات أن يصنعن ألحفة ويغزلن أبسطة، أو يقمن بأعمال كروشيه أو بالتطريز؛ فهناك دائما الكثير للقيام به.

ناپیژندل شوی مخ