كان يفتش في الأشياء الموجودة على رف الأدوات، وسرعان ما وجد ما أراد، أو ربما يكون قد أعاد ما كان يعتزم إعادته، وأطفأ النور وغادر المكان دون أن يدري مطلقا بوجودي هناك.
رفعت ثوب السباحة خاصتي لأعلى وخرجت من الماء وصعدت الدرج. كان جسدي يبدو كثقل بالنسبة إلي لدرجة أنني كنت ألهث حين وصلت إلى أعلى.
تواصل صوت ضجيج الحفل، وكان علي أن أفعل شيئا لكي أتمالك نفسي أمامه، فما كان مني سوى أن بدأت في كتابة خطاب إلى صديقتي داونا التي كانت أقرب صديقاتي إلي في ذلك الوقت. ورحت أصف الحفل بألفاظ شنيعة؛ أشخاص يتقيئون على سور رصيف القوارب، وامرأة أغمي عليها؛ ما جعلها تخر ساقطة على الأريكة بطريقة جعلت جزءا من ثوبها ينزلق كاشفا عن ثدي عجوز ذي حلمة بنفسجية اللون. وتحدثت عن السيد هاموند وقلت عنه إنه رجل شهواني، وإن كنت قد أضفت أنه وسيم جدا. أخبرتها أنه كان يلاطفني في المطبخ بينما كانت يداي منشغلتين بكرات اللحم وأنه فيما بعد تبعني إلى مستودع القوارب وأمسك بي على الدرج، ولكنني ركلته حيثما لن ينسى؛ مما جعله يتراجع، وهو ما عبرت عنه بكلمة «عدا مسرعا».
واصلت الكتابة قائلة: «احبسي أنفاسك للحلقة التالية التي بعنوان «مغامرات منحطة لخادمة مطبخ»، أو «اعتداء على صخور الخليج الجورجي».»
حين رأيت أنني قد كتبت «اعتداء» بدلا من «اغتصاب»، خطر لي أن بإمكاني أن أتغاضى عن التصحيح؛ لأن داونا لم تكن لتدرك الفارق مطلقا. ولكنني أدركت أن الجزء الخاص بالسيد هاموند كان مبالغا فيه، حتى بالنسبة إلى ذلك النوع من الخطابات، وحينها، ملأني الخطاب بأكمله بالخزي وبإحساس من الفشل والوحدة، وما لبثت أن قطعته. لم يكن ثمة أي مغزى من كتابة هذا الخطاب سوى طمأنة نفسي بأن لدي اتصالا بالعالم وأن أشياء مثيرة - أو بالأحرى أشياء جنسية - قد حدثت لي. ولم يكن هذا أو ذاك صحيحا. •••
بينما كنت أنا والسيدة مونتجوي نلمع الفضيات، أو بالأحرى حينما كانت تراقبني وأنا ألمعها، أخبرتها قائلة: «لقد سألتني السيدة فولي عن جين، أكانت جين واحدة من الفتيات اللاتي كن يعملن هنا في الصيف؟»
للحظة ظننت أنها ربما لن تجيب، ولكنها أجابت.
قالت: «جين هي ابنتي الأخرى، شقيقة ماري آن، وقد ماتت.»
فقلت: «أوه، لم أكن أعرف. أوه، أنا آسفة.»
ولما لم يكن لدي من الذكاء، أو بالأحرى الكياسة، لكيلا أستمر في الحديث، وجدتني أقول: «أتوفيت بسبب شلل الأطفال؟» وفي تلك الأيام كان الأطفال لا يزالون يموتون بسبب شلل الأطفال كل صيف.
ناپیژندل شوی مخ