كنت أعرف شيئا ما عنه. كنت أعرف أن السيد والسيدة هاموند كانا هنا في إجازة خاصة؛ لأن السيد هاموند قد فقد وظيفته. كانت ماري آن هي من أخبرني بذلك، حيث قالت: «إنه مكتئب جدا بسبب ذلك ، ولكنهما لن يصبحا فقراء؛ فالعمة كارول ثرية.»
لم يكن يبدو لي مكتئبا، بدا جزعا نافد الصبر - لا سيما مع السيدة هاموند - ولكن بصفة عامة كان سعيدا بنفسه. كان طويل القامة نحيل القوام، وله شعر داكن ممشط إلى الخلف من عند الجبهة في خط مستقيم، وكان شاربه عبارة عن خط مثير للضحك فوق شفته العليا. حين كان يتحدث إلي، مال للأمام، مثلما رأيته يفعل في وقت سابق حين كان يتحدث إلى السيدات في غرفة المعيشة، حتى إنني فكرت حينها أن الوصف الذي ينطبق عليه هو أنه «مجامل». «أين تذهبين للسباحة يا ميني؟ هل تمارسين السباحة؟»
قلت: «أجل، بجوار مستودع القوارب.» وقررت أن اسم ميني الذي يدعوني به كان بمنزلة دعابة خاصة بيننا. «أهو مكان جيد؟»
فأجبت: «أجل.» كان جيدا بالنسبة إلي؛ لأنني كنت أفضل أن أكون قريبة من رصيف القوارب، ولم يسبق لي مطلقا، قبل ذلك الصيف، أن سبحت في مياه تعلو مستوى رأسي. «هل دخلت المياه من قبل دون ارتداء رداء السباحة خاصتك؟»
قلت: «كلا.» «لا بد أن تجربي ذلك.»
وجاءت السيدة مونتجوي عبر مدخل غرفة المعيشة متسائلة إن كانت كرات اللحم جاهزة.
قالت: «هذا الجمع جائع بالتأكيد، إن هذا من أثر السباحة. كيف حالك يا إيفان؟ لقد كانت كارول تبحث عنك للتو.»
قال السيد هاموند: «كانت هنا.»
أخذت السيدة مونتجوي تنثر البقدونس هنا وهناك بين كرات اللحم، ثم قالت مخاطبة إياي: «والآن أظن أنك قد انتهيت من كل ما يجب عليك فعله هنا. أعتقد أن بإمكاني تسيير الأمور بعد ذلك، فلماذا لا تصنعين لنفسك شطيرة وتهرعين إلى مستودع القوارب؟»
فقلت إنني لست جائعة. أعد السيد هاموند لنفسه كأسا من الجين مع بعض مكعبات الثلج ودخل إلى غرفة المعيشة.
ناپیژندل شوی مخ