فالرغبة تقول: إنني عطشان.
ويقول الإحساس، أو الخيال، أو العقل: «هذا شراب»، فيشرب الحيوان في الحال.
5
وفي حياتنا المعتادة نقدم أو نقترح أقيسة مختصرة، تظل مقدماتها الصغرى ونتيجتها محذوفتين، ويطلق عليها المناطقة اسم «الأقسية الناقصة
enthymémes » فالإعلانات مثلا تظهر غالبا على صورة أقيسة ناقصة، مثل: كل ربات البيوت البارعات يستعملن السلعة س، (على أن قارئات هذا الإعلان ربات بيوت بارعات ... إلخ).
قياس الشكل الثاني يقدم شرطا ضروريا
يتميز القياس من الشكل الثاني بأن الحد الأوسط ماصدقه ينطوي على الحد الأكبر والحد الأصغر فإذا ما فسرنا القياس تبعا للماصدق، كما فعل أرسطو، أي إذا كانت كل قضية تذكر أن الموضوع جزء من الفئة التي يدل عليها المحمول، وجب أن يكون الحد الأوسط محمولا في المقدمتين. وعلى ذلك فإذا قلت:
كل فيلسوف نزيه
واتخذنا من هذه القضية مقدمة كبرى في قياس من الشكل الثاني، فيجب أن يكون محمول الصغرى بدورها هو الصفة «نزيه». ولكن من اليسير أن ندرك أن هذه المقدمة الصغرى لا يمكن أن تكون قضية موجبة، إذ لو كانت كذلك لكان معناها أن موضوعها ينتمي إلى نوع الكائنات «النزيهة»، فماذا عسى أن نستدل عليه من هذا، بشأن علاقاته بالموضوع «فيلسوف»؟ لا شيء ألبته، وهناك مثال لقياس باطل يتخذ صورة مغالطة شائعة جدا:
كل فيلسوف نزيه
ناپیژندل شوی مخ