تشتق من اللاتينية
reflectere
التي تعني «الرد إلى الوراء» (أعني أن يرتد المرء بفكره إلى الوراء ليعي المرحلة التي قطعها). (3)
وهو نقدي، بمعنى أنه متى انتهى من تحليل المعرفة والتفكير فيها تفكيرا واضحا، ميز بين ما هو صحيح وما هو باطل على نحو أكثر دقة، وبذلك يستطيع أن يحدد المنهج الذي يفضي إلى المعرفة الحقة، ولقد كان «كانت»
3
هو الذي أدخل كلمة «نقدي» واستعملها في الفلسفة بمعنى التفحص والاختبار المنهجي.
فكرة وجود منطق
يطلق اسم «المنطق العام» على دراسة جميع العمليات العقلية التي تتسم بطابع «مقالي»، أعني أنها تتمثل، أو يمكن أن تبدو، في صورة سلسلة ملفوظة من الأسباب المنطقية، والهدف من هذه الدراسة هو تحديد العمليات الصائبة، والتي تنتهي بالكشف عن الحقيقة، من بين سائر العمليات العقلية.
ولكن من أين نأتي بهذه العمليات؟ أول الطرق التي تطرأ على الأذهان، وأوسعها انتشارا، هي أن تستمد مادة المنطق من اللغة.
ولا جدال في أن اللغة في ذاتها لا توصف بالصدق، وإنما هي تفيد الصواب والخطأ على حد سواء، وهي تحتمل الحقيقة والبطلان معا على قدم المساواة، ولكن لا بد أن اللغة قد اكتسبت - منذ أن وضعتها البشرية وتوارثتها وكملتها - قدرة تتيح لنا إيضاح الحقيقة وعرضها لا الكشف عنها. فالقضية التي تذكر على حدة لن تنطوي بحسب صورتها وحدها على شيء ينبئنا إذا كانت صادقة أم كاذبة، فقد يقول المرء في دياجير الظلام «النهار طلع». فاللغة تسمح بوقوع الخطأ، وهي عطية الكذب، ولكن وسائل الربط بين أجزاء اللغة كفيلة بأن تكشف عن العمل الذي يمهد للوصول إلى الحقيقة. فإذا قلت مثلا: «نحن في شهر أبريل، والساعة التاسعة صباحا، إذن فالنهار طالع.» كانت العلاقة بين هذه القضايا، وخاصة بين القضيتين الأوليين اللتين تجمع بينهما واو العطف، وبين الثالثة، التي تستهل بالحرف «إذن»؛ نقول: كانت هذه العلاقة ذات دلالة كبرى. فمجموع القضايا الثلاث يكون ما يسمى بالاستدلال. والاستدلال هو الطريقة المثلى للوصول إلى الحقيقة أو لتوقي الخطأ. فالذي يهمني في مجموعة القضايا التي ضربنا بها هذا المثل، ليس القضايا ذاتها وإنما هو العملية التي تنتج بها الثالثة من الأوليين.
ناپیژندل شوی مخ