منطق اشراقي په سهروردي کي
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
ژانرونه
61
ثم يكشف ابن تيمية بطريقة منهجية - شأنه شأن السهروردي - عن قصور هذا المنطق، وفساد قضاياه، وذلك في أربعة مقامات: مقامين سالبين، ومقامين موجبين؛ فالأولان قولهم: إن التصور المطلوب لا ينال إلا بالحد، وإن التصديق لا ينال إلا بالقياس، والآخران أن الحد يفيد العلم بالتصورات، وأن القياس يفيد العلم بالتصديقات. ثم يتناول ابن تيمية هذه الدعاوى بالنقد، محاولا إبطالها بالأدلة العقلية.
62
ولا شك في أن محاولة ابن تيمية هذه كانت نتيجة ثمار مرجوة تركها السهروردي وغيره من المتكلمين والأصوليين، إلا أنها محاولة عميقة، حتى إن أستاذنا الشيخ مصطفى عبد الرازق - رحمه الله - يقول عنها: «ولو أن الدراسات المنطقية سارت منذ عهد «ابن تيمية» على مناهجه في النقد بدل الشرح والتفريع والتعميق لبلغنا بهذه الدراسات من التجديد والرقي مبلغا عظيما.»
63
من كل ما سبق يتضح أن السهروردي أراد إظهار المنطق، وكأنه يقود الفكر إلى نتائجه الإشراقية؛ أي إن آراءه الإشراقية كانت نتاج بحث منطقي عقلي مجرد، بينما كانت في الحقيقة نتاجا لا يمكن بحال من الأحوال اجتزاؤها عن أساسها الفكري الإشراقي. وكذلك فإن الآراء الفقهية والأصولية والعقدية لابن تيمية لم تكن نتاج بحث منطقي صرف، وإنما كانت آراؤه الفقهية نتاج هذه الأبحاث العقدية والتصورات الميتافيزيقية. وعلى ذلك لا يمكننا أن نقيم جهود السهروردي وابن تيمية إلا استنادا إلى الأسس التي انطلقا منها؛ فالأساس الفكري الذي انطلق منه السهروردي وابن تيمية، والذي أنتج آلية معرفية مرتبطة بطبيعة هذا الفكر، هو المعيار المتبع؛ أي قدرة كل منهما على الاتساق مع ذاته في المقام الأول؛ فما ارتضاه السهروردي من رؤية للعالم والفكر، من المفترض ألا يناقضه بعد ذلك؛ إذ إن المنهج الذي وضعه، وضعه كتبرير لهذا الفكر من ناحية، وكتفسير له من ناحية أخرى، وكذلك ابن تيمية، من المفترض أن يبقى متسقا مع ذاته؛ فما رفضه من آراء وأفكار من غير المقبول أن يقبل بما يقود إليها أو ينتج عنها بشكل مباشر، وهنا مفارقة في النظريات المنطقية؛ إذ إن الأسس الفكرية والميتافيزيقية تنتج منطقا متسقا معها، ويتم بعد ذلك الاستعانة بهذا المنطق في تأييد هذه الأسس، وهذا ما ظهر واضحا من خلال آراء السهروردي وابن تيمية المنطقية؛ إذ حاولا إعادة توظيف المنطق المؤسس على طبيعة فكرهما الخاص لتأييد هذا الفكر مرة أخرى ... فما قدمه السهروردي من آراء منطقية إن اتصفت بالاتساق الداخلي فهي صحيحة ضمن إطار فكره الإشراقي، وما قدمه ابن تيمية من آراء منطقية هي صحيحة ضمن إطار فكره الفقهي وأسسه العقدي.
64
رابعا: الإضافات التي أضافها السهروردي للمنطق الأرسطي
إذا كان السهروردي قد عرض للمنطق الأرسطي في مؤلفاته في ضوء عرضه للفلسفة، إلا أنه نقد هذا المنطق في القسم الأول من حكمة الإشراق. ونقد السهروردي للمنطق الأرسطي ينم عن وجهة نظر خاصة. يقول الدكتور سيد حسين نصر: «... فلقد أجريت بعض الانتقادات في الفكر الإسلامي من جانب المتكلمين أو المتشرعين كابن تيمية. ولكن نقد السهروردي قد جاء في اتجاه مقابل تماما؛ حيث أنزل المقولات العشر إلى خمس.»
65
ناپیژندل شوی مخ