وفيه: عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماشيا على قدميه فدعاهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فانصرف فأتى شجرة فصلى ركعتين، ثم قال: ((اللهم، إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت أرحم بي، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولاقوة إلا بك)) عد.
قال شيخنا شيخ الإسلام مجد الدين بن محمد في التحف في لمحة عن وقعة الجمل: وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام في آخر موكب من مواكب الرايات، وفي موكبه الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وغيرهم من فتيان بني هاشم، والمشائخ من أهل بدر من المهاجرين، والأنصار وغيرهم، فساروا حتى وصلوا الموضع المعروف بالزاوية، فصلى أمير المؤمنين أربع ركعات، وعفر خديه على التراب، وقد خالط ذلك دموعه، ثم رفع يديه يدعو: (اللهم رب السماوات وما أظلت، والأرضين وما أقلت، ورب العرش العظيم، هذه البصرة أسألك من خيرها، وأعوذ بك من شرها، اللهم أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين).
مخ ۶۴