وبعد فأقول: حقا إن للصلاة والمداومة عليها تأثيرا عجيبا في حياة المسلم وجلب خير الدنيا والآخرة، ودفع شرور الدنيا والآخرة، وفي دفع الهموم والغموم، وتفريج الكروب، وذلك لأن الصلاة صلة بين العبد وربه، وبقدر قوة هذه الصلة من جهة المصلي وصلاح نيته واجتهاده وإخلاصه تفتح أبواب الإجابة والخير، وتنال الرغائب، وتنزل الإفاضة الربانية، والأسرار الروحانية، فيرى العافية والصحة في البدن والأهل والمال والولد، ويرى الغنيمة الوافرة في المكاسب، والبركة في الأموال والأولاد، والنعيم والمسرة، والراحة النفسية والبدنية والمعنوية والطمأنينة.
حقا إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتصرف السوء والمكروه، ثم يوفقه الله تعالى بحسن الختام، والأمان في القبر، والثبات عند السؤال، والسلامة في المحشر، والثقل في الميزان، والفوز بالنجاة من النار ، والفوز بدخول الجنة ثم بالفوز بما أعد الله تعالى فيها من النعيم المقيم الدائم الخالد، الذي فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهذا في السنن والنوافل، فكيف هو في الفرائض الخمس التي أجرها أعظم، وفضلها أكبر وأتم، ودرجاتها أعلى وأسمى، ومكانتها فوق كل الطاعات والعبادات؟
بقي أن أقول لكما أيها الأخ والأخت في الله تعالى: [وإن الصلاة] كنز من كنوز الدنيا والآخرة، وذخيرة من ذخائرهما لا تخافا عليه سرقة اللصوص، ولا غلبة الطغاة، ولا سطو البغاة، ولا نكبات الزمان.
مخ ۴۵