هذا في حق من يحفظ القرآن غيبا، وأما غيره فيقرأ من السور القصار ما أمكنه، وأحسن الأوراد له قراءة{قل هو الله أحد }[الإخلاص:1] في كل ركعة ثلاثا، فقد ورد في الصحاح: ((إن من قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن كله)) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربما قرأ السورة في ركعة واقتصر عليها وربما قرأ سورتين أو أكثر في كل ركعة كما في الحديث السابق وحديث ((إني لأعرف النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرن بينهن، فذكر عشرين من المفصل في عشر ركعات وربما غشيه البكاء في تهجده وخنقته العبرة وقام ليلة حتى أصبح بقوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }[المائدة:118].
فائدة وفي الروض النضير شرح مجموع الإمام زيد بن علي رضوان الله تعالى وسلامه عليهما: قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: قد اختلفت الأحاديث في أعداد الركعات الرواتب فعلا وقولا، واختلفت مذاهب الفقهاء في الاختيار لتلك الأعداد، والمروي عن مالك أنه كان لايوقت في ذلك، قال صاحبه ابن القاسم وإنما يوقت في هذا أهل العراق.
مخ ۳۷