قال: رأيت رجلا يبكي فقلت هذا مراء.
ولقد أحسن القائل:
أراني بعيد الدار لا أقرب الحمى .... وقد نصبت للساهرين خيام
علامة طردي طول ليلي نائم .... وغيري يرى أن المنام حرام
وعن بعضهم رأيت الجنيد في المنام بعد موته، فقلت: كيف حالك يا أبا القاسم؟
فقال: طاحت تلك الإشارات، وبادت تلك العبارات، وما نفعنا إلا تسبيحات كنا نقولها.
وفي رواية: إلا ركيعات كنا نركعها في السحر.
وعن كعب لو يعلم أحدكم ما ثوابه في ركعتي التطوع لرأى أعظم من الجبال الرواسي، فأما المكتوبة فإنها أعظم عند الله من أن يستطيع أحد أن يصفها.
وفي كتاب محاسبة النفس لابن أبي الدنيا قال: دخل على زحلة العابدة نفر من القراء فكلموها في الرفق بنفسها، فقالت: مالي وللرفق بها إنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غدا، والله يا إخوتاه لأصلين لله عزوجل ما أقلتني جوارحي، ولأصومن له أيام حياتي، ولأبكين له ماحملت الماء عيني، ثم قالت: أيكم يأمر عبده بأمر فيحب أن يقصر فيه؟
فصل: وللعلماء الأعلام من المفرعين وغيرهم أقوال حول السنن والنوافل والمداومة عليها:
قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في البحر: ونفل الصلاة أفضل النفل وفرضها أفضل الفرض بعد الإسلام لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)) ونحوه وأفضل النفل المؤكد، وأفضله الرواتب، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((أدومها)).
ومن ذلك ما جاء في شرح الأزهار حاشية من قوله: والمسنون من النفل ما لازمه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمر به.
مخ ۳۵