84

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

خپرندوی

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

وقال شيخ الإسلام - أيضًا - عن الشياطين: (كما أنَّ كيدهم في شهر رمضان ضعيف إذْ كانوا فيه يُسَلْسلون ولكن لَم يبطُل فعلُهم بالكُلِّية بل ضعُف، فشرُّهم فيه على أهل الصَّوم قليل بخلاف أهل الشراب وأهل الظلمات فإن الشياطين هنالك مجالهم) انتهى (١). إن الملاحظ في عصرنا هذا أن لرمضان عند كثير من الخلْق أهمية بالغة لشَغْله بفنون الباطل حتى اتُّخِذَ موسمًا لذلك، فيتحصَّل فيه ما لا يتحصل في غيره! (٢). ثم إنَّ مَن يقرأ هذا الكتاب يعلم أنه يُعالِج أمرًا كبيرًا يُشْعِر مِن نفْسِه أنه واقع فيه أو مُقاربه، وهو قوة الطلب والإرادة للخيْراتِ الحِسان، ثم إنه إذا تفكَّر في السبب الذي دعاه لذلك عَلِمَ أنه تعظيم الله ورسوله ﷺ لَهُنَّ بوصفهن بما لا مزيد عليه من الجمال والكمال والْحُسْن والإحسان حتى احتاج إلى مَن يُنبِّهه إلى الفرقان بين محبة الرحمن وبين محبة هذه الْخَيْرات الحِسان؛ قال تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ؟ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ (٣)، وقال سبحانه: ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ (٤)، وأخبر رسول الله ﷺ عن حُور الجنان بقوله: (ولو أن امرأة من نِساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لَمَلأت ما بينهما ريحًا، ولأَضاءت ما بينهما، ولَنَصِيفها - يعني الخِمَار - خيرٌ من الدنيا وما فيها) (٥)، وغير ذلك من الوصف البليغ أيضًا. فالخلاصة والنتيجة أن مَن هذا بعض شأنهن كيف يُشوَّهن ويُزدَريْن بأن يجعل من اسمهِنَّ الكريم اسمًا لمسلسل في جهازٍ مُحرَّمٍ مليء بالمحرَّمات، وأين مالك بن دينار اليوم ليرى العار والشنار حيث وصَف نساء الجنة بما يليق ووصَف نساء الدنيا بالتحقيق!.

(١) النبوات، ص (٤٢٢). (٢) أنظر كتابنا (ثمار يانعة وتعليقات نافعة، ص ٥٤). (٣) سورة الواقعة، الآيات: ٢٢ - ٢٣. (٤) سورة الرحمن، الآية: ٥٨. (٥) رواه البخاري برقم (٦١٩٩) من حديث أنس بن مالك ﵁.

1 / 85