قال القاضي: وكان من الدين بمكان، وكثر الانتفاع به في بساتين البصرة، وكان يدرس هنالك، وكثر أصحابه، وكان يفضل عليا، وله حظ وافر في الأدب، والشعر ومعرفة الناس، وأخذ عن أبي علي، وكان يميل إلى أبي هاشم، ويمدحه ويعظمه.
ومنهم: أبو بكر بن حرب التستري. كان من أصحاب أبي علي، وله مسائل كثيرة أجاب عنها، وهو في الدين والعلم بمنزلة عظمى.
ومنهم: الخراسانيون الثلاثة الذين خرجوا إلى أبي علي، وأخذوا عنه. الأول:
أبو سعيد الأشروسي، ويقال له البرذعي أيضا، وكان يكثر اختلاف أبي الحسن الكرخي إليه فكثر انتفاعه به.
والثانى: من الخراسانيين أبو الفضل الكشي، فانه لازم أبا علي، وله إليه مسائل، وصنف كتابا حسنا في الأبواب الثلاثة، في المخلوق، والاستطاعة والادارة، جمع فيها ما لا يوجد في غيرها.
والثالث: أبو الفضل الجحندي، سلك طريقة صاحبيه في العدل والتوحيد، واستملى كتاب اللطيف، وانفرد به، وبخل به على الأصحاب، فجاءوا إلى أبي علي وشكوا عليه، فأملى عليهم ذلك مرة أخرى. ويقال أنه جمع بين الكتابين فتفاوتا.
ومنهم: أبو حفص القرميسيني.
وكان من المتقدمين في علم الكلام، ويقال أنه لما نفض كتاب الأبواب لعباد، وهو الذي أملاه أبو هاشم، كان يتعجب من تلك الخواطر التي أوردها.
قال القاضي: ورأيت له مسألة في البقاء، يسلك فيها موافقة لشيخنا في أمر الملائكة، والجن، وصورهم، وكان يمنع من صورهم على الحال الذي يقال من الدقة، وله في ذلك كتاب، قد تكلم عليه مشايخنا.
ومنهم: أبو القسم العامري من «سر من رأى» وكان مقدما فى علم الكلام، وله كتب ومناظرات، وروي أن الحبال الرازي سأله، فقال: «لم قلت إن القدرة لا تتعلق إلا بأن تخرج الشيء من العدم إلى الوجود؟».
قال: «لأنها لو تعلقت بغير ذلك، لتعلقت بالقديم، كالعلم، فانقطع».
وروى أن هذه المناظرة، كانت لغيره، مع الحبال، من أصحاب أبى القسم.
مخ ۸۶