ومن هذه الطبقة جماعة- غيرهم- أي هؤلاء الذين ذكرناهم، كإسماعيل بن ابراهيم أبي عثمان الأدبي، وكان عالما فاضلا، زاهدا جدلا، حاذقا في مسائل الكلام، ومنهم، أبو مسعود عبد الرحمن العسكرى، كان مقدما في الكلام، والحديث. ومنهم أبو خلدة، وكان شيخا مقدما في الكلام، وكان مذهبه مذهب (معمر) في أفعال الطبائع، لا في المعاني. قيل: وكان يقول بشيء من الارجاء ، وقيل انه الذي وجهه هارون الى الهند للمناظرة، فدس إليه خصمه من سمه في الطريق. حكى أبو الحسن الخياط، أن بعض ملوك الهند كتب الى الرشيد فقال: «ليوجه الي رجل من علماء المسلمين ليعرفنا الاسلام»، وذكر أن عنده رجلا، من أهل علم الكلام حتى يحاجه، فوجه إليه رجل من المحدثين، شيخا بهيا، وكتب إليه: «إني قد وجهت أليك شيخا عالما»، فخاف الرجل الهندي، الذي كان عند الملك، أن يكون من أهل الكلام فيفضحه، فوجه إليه رجلا في السر. ليتعرف خبره، فلقيه في الطريق، فوجده صاحب حديث، فرجع الى صاحبه، فأخبره به، فتسر بذلك، فلما ورد على الملك، جمع بينه وبين صاحبه، وجمع علماء أهل مملكته، فقال له الهندي:
مخ ۵۳