وسئل أنس «6» عن مسألة فقال: «سلوا مولانا الحسن» فقيل له: «أتقول ذلك له؟» فقال: «سلو مولانا الحسن، فإنه سمع، وسمعنا، وحفظ ونسينا».
وسمعت عائشة رضي الله عنها كلام الحسن فقالت: «من هذا الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء؟» وروى نحوه عن محمد بن علي.
وروى أبو عبيدة قال: لما فرغ الحجاج «1» من خضراء واسط، نادى في الناس أن يخرجوا، فيدعوا له بالبركة، وخرج الحسن، فاجتمع عليه الناس، وخاف أهل الشام فرجع وهو يقول: «قد نظرنا يا أفسق الفاسقين، ويا أخبث الأخبثين، فأما أهل السماء فمقتوك، وأما أهل الأرض فيلعنوك»، ثم قال:
«إن الله أخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه»، فبلغ ذلك الحجاج فقال: «يا أهل الشام، يقوم عبد من عبيد أهل البصرة، فيتكلم بما تكلم، ولا يكون عند أحدكم نكير»، ثم قال: «علي به»، وأمر بالنطع والسيف، فاستعجل والحاجب على الباب، فلما دنا الحسن، حرك شفتيه، والحاجب ينظر، فلما دخل قال له الحجاج: هاهنا، فأجلسه قريبا منه وقال «ما تقول في علي وعثمان؟» قال: «أقول قول من هو خير مني، عند من هو شر منك». قال فرعون لموسى: «ما بال القرون الأولى، قال علمها عند ربي» «2» قال: «أنت سيد العلماء يا أبا سعيد»، ودعا بغالية وغلف بها لحيته، فلما خرج تبعه الحاجب فقال له: «ما الذي كنت قلت حين دخلت عليه».
مخ ۲۸