Manifestations of Polytheism
رسالة الشرك ومظاهره
پوهندوی
أبي عبد الرحمن محمود
خپرندوی
دار الراية للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٢هـ
د چاپ کال
٢٠٠١م
ژانرونه
وإنما جعلنا هذا الخبر من أمثلة الرؤيا، لقول ابن مزين: " قال بعض فقهائنا: وذلك لرؤيا رآها أبو بكر تأول فيها ذلك "، نقله الباجي في " المنتقى " (٦/ ١٠٤)، ولولا هذا النقل، لعددناها من الإِلهام.
• خروج الإِلهام والرؤيا عن علم الغيب:
وتأمل قول أبي بكر ﵁: " أراها جارية "، على الظن من غير جزم؛ تجده كما قلنا آنفًا: إن إلهام وتعبير غير المعصوم غير معصومين.
قال أبو إسحاق الشاطبي في " الموافقات ": " إذا لاح لأحد من أولياء الله شيء من أحوال الغيب؛ فلا يكون على علم منها محقق لا شك فيه، بل على الحال التي يقال فيها: أرى، أو: أظن، فإذا وقع مطابقًا في الوجود، وفرض تحققه بجهة المطابقة أولًا والاطراد ثانيًا؛ فلا يبقى للإِخبار به بعد ذلك حكم؛ لأنه صار من باب الحكم على الواقع " (٤/ ٨٥).
• بشرى الأولياء:
وقد جعل الله لأوليائه البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ ففسرت البشرى الدنيوية بالرؤيا، كما روي عن جمع [من] الصحابة مرفوعًا وموقوفًا تتبعها صاحب " الدر المنثور " (٣/ ٣١١)، وتنزل الملائكة عليهم- كما في آية فصلت- يكون عند الموت وفي القبر وحال البعث، كما في " تفسير البغوي " عن وكيع بن الجراح و" تفسير ابن كثير " عن زيد بن أسلم، وذلك خارج عن حكم الدنيا؛ فلهذا خص الحديث المبشرات بالرؤيا، ولم يبق بعد خاتم النبيين وحي
= فقلت: يا أَبَتِ! والله لو كان كذا وكذا لتركتهُ، إنما هي أسماءُ، فمن الأخرى؟ فقال أبو بكر: ذُو بَطْنِ بنتِ خارجةَ أُراها جاريةً. وإسناده صحيح كما قال الحافظ في " الفتح " (٥/ ٢١٥). وانظر: " الإرواء " (٦/ ٦١ - ٦٢/ ١٦١٩) لشيخنا.
1 / 208