195

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

پوهندوی

أبي عبد الرحمن محمود

خپرندوی

دار الراية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢هـ

د چاپ کال

٢٠٠١م

ژانرونه

وإنما جعلنا هذا الخبر من أمثلة الرؤيا، لقول ابن مزين: " قال بعض فقهائنا: وذلك لرؤيا رآها أبو بكر تأول فيها ذلك "، نقله الباجي في " المنتقى " (٦/ ١٠٤)، ولولا هذا النقل، لعددناها من الإِلهام. • خروج الإِلهام والرؤيا عن علم الغيب: وتأمل قول أبي بكر ﵁: " أراها جارية "، على الظن من غير جزم؛ تجده كما قلنا آنفًا: إن إلهام وتعبير غير المعصوم غير معصومين. قال أبو إسحاق الشاطبي في " الموافقات ": " إذا لاح لأحد من أولياء الله شيء من أحوال الغيب؛ فلا يكون على علم منها محقق لا شك فيه، بل على الحال التي يقال فيها: أرى، أو: أظن، فإذا وقع مطابقًا في الوجود، وفرض تحققه بجهة المطابقة أولًا والاطراد ثانيًا؛ فلا يبقى للإِخبار به بعد ذلك حكم؛ لأنه صار من باب الحكم على الواقع " (٤/ ٨٥). • بشرى الأولياء: وقد جعل الله لأوليائه البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ ففسرت البشرى الدنيوية بالرؤيا، كما روي عن جمع [من] الصحابة مرفوعًا وموقوفًا تتبعها صاحب " الدر المنثور " (٣/ ٣١١)، وتنزل الملائكة عليهم- كما في آية فصلت- يكون عند الموت وفي القبر وحال البعث، كما في " تفسير البغوي " عن وكيع بن الجراح و" تفسير ابن كثير " عن زيد بن أسلم، وذلك خارج عن حكم الدنيا؛ فلهذا خص الحديث المبشرات بالرؤيا، ولم يبق بعد خاتم النبيين وحي

= فقلت: يا أَبَتِ! والله لو كان كذا وكذا لتركتهُ، إنما هي أسماءُ، فمن الأخرى؟ فقال أبو بكر: ذُو بَطْنِ بنتِ خارجةَ أُراها جاريةً. وإسناده صحيح كما قال الحافظ في " الفتح " (٥/ ٢١٥). وانظر: " الإرواء " (٦/ ٦١ - ٦٢/ ١٦١٩) لشيخنا.

1 / 208