192

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

پوهندوی

أبي عبد الرحمن محمود

خپرندوی

دار الراية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢هـ

د چاپ کال

٢٠٠١م

ژانرونه

كلمة الشارع في الرؤيا والإلهام، ثم نمثل لهما بمثالين كثر إيرادهما في مبحث الكرامات: أما الإِلهام؛ فالمراد به الإِلهام الخاص دون العام الذي قال الله فيه: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٧ - ٨]. والإِلهام الخاص هو الذي عبر عنه النبي ﷺ بالتحديث؛ إذ قال: «لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ؛ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ؛ فَإِنَّهُ عُمَرُ» (٦٤). أخرجه الشيخان. وعبر عنه أيضًا بالفراسة، فقال ﷺ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ؛ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ»، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [الحجر: ٧٥] (٦٥)؛ قال: " المتفرسين ".

(٦٤) أخرجه البخاري في (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، ٧/ ٤٢/ ٣٦٨٩) عن أبي هريرة، ومسلم في (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر ﵁، ٤/ ١٨٦٤/ ٢٣٩٨) عن عائشة. (٦٥) ضعيف: أخرجه الترمذي (٨/ ٥٥٤ - ٥٥٥/ ٥١٣٣ - تحفة)، وغيره- ممن ذكرهم المؤلف- من طريق عطيّة عن أبي سعيد الخُدري به، وقال: " هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ". قلتُ: وعلّته عطيّة- وهو ابن سعد العوفي الكوفي-؛ فإنه ضعيف مدلّس كما في " الميزان " و" التقريب ". وللحديث طرق أخرى عن غير واحد من الصحابة، لكن كلّها معلولة لا يصح منها شيء. انظر: " المقاصد الحسنة " (٢٣) للسخاوي، و" الضعيفة " (١٨٢١) للألباني. " تنبيه ": وأمّا زيادة المؤلف في آخر هذا الحديث: " قال: المتفرسين "؛ فلم أقف عليها مرفوعة إلى النبيّ ﷺ فهي مدرجة! نعم، قال الترمذي بعد قوله السابق: " وقد رُوي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾، قال: لِلمتفرسين "، والعلم عند الله ﵎.

1 / 205