إلا أن الأحنف قالك إن في الإنسان ريحان، فإذا أراد أن يبرد الشيء قال: تفه، وإذا أراد أن يسخن قال: آه.
حدثنا عبدان بن عثمان، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا بكار بن عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه قال: الروح في الرأس، والنفس في البطن، فإذا التقيا جاء النوم. والروح يأمر بالخير، والنفس تأمر بالشر، والريح الحارة من النفس، والباردة من الروح، وهي باردة.
قال أبو عبد الله ﵀: وزاد فيه غيره عن وهب قال: ثم نفخ وهب على يده فقال: " أف " ثم قال: هذه من الروح، وهي باردة. ثم قال: " آه " قال: هذه من النفس، وهي حارة.
النفخ في الصلاة
وأما قوله: (ونهى أن ينفخ في الصلاة) .
فإن النفخ في الصلاة مجراه مجرى الكلام؛ ولذلك قال علماؤنا: إذا كان نفخ يسمع فهو كلام، ويقطع الصلاة؛ لأن النفخ إنما هو " أف " أو " تف " وهي كلمة. وقد ذكر الله تعالى عن إبراهيم ﵇: (أف لكم)، وقال: (وَلا تَقُل لَهُما أُفٌ) فهذه كلمة بالغة. وروى