قال الشيخ تقي الدين المقريزي: كان أصله من نصارى مصر، وأظهر الإسلام، وخدم في دواوين الأمراء حتى تعلق بخدمة الملك الظاهر برقوق وهو أمير فولاه نظر ديوانه، ثم فوض إليه الوزارة لما تسلطن، فنفذ الأمور ومشى الأحوال أحسن تمشية مع الغاية، مع وفور الحرمة، ونفوذ الكلمة، والتقلل في الملبس، وسائر أسبابه بحيث أنه كان كهيئة أوساط الكتاب، ودخل في الوزارة وأحوال الوزر غير مستقيمة، وليس للدولة حاصل من عين ولا غلة، وقد استأجر الأمراء النواحي بأجرة قليلة - عجلوها -، فكف أيدي الأمراء عن المتحصل، ومشى على القواعد القديمة، والقوانين المعروفة، فهابه الخاص والعام، وجدد مطابخ السكر، - ودواليب القنود -، ومات والحاصل ألف ألف درهم فضة وثلاثمائة ألف وستون ألف أردب غلة، وستة وثلاثون ألف رأس من الغنم، ومائة ألف طائر من الإوز والدجاج، وألفا قنطار من الزيت،
1 / 75