وفي كلامه هذا - رحمه الله - إشارة إلى أن التعظيم والتنزيه إن لم يكن على هدي الكتاب والسنة فإنه يكون غاية التعطيل، ومنتهى الجحود والعياذ بالله، ومن يتأمل حال الطوائف الضالة والفرق المنحرفة التي سلكت في التنزيه والتعظيم هذا الطريق يجد أنهم لم يستفيدوا من ذلك سوى التنقص لرب العالمين وجحد صفات كماله ونعوت جلاله، حتى آل الأمر ببعضهم في التنزيه إلى الاعتقاد بأنه ليس فوق العرش إله يعبد ولا رب يصلى له ويسجد تعالى الله عما يقولون، وسبحان الله عما يصفون.
إن التسبيح طاعة عظيمة وعبادة جليلة، والله - تبارك وتعالى - يحب المسبحين، والواجب على عبد الله المؤمن أن يكون في تسبيحه لربه على هدي مستقيم، فيسبح الله وينزهه عن كل ما لا يليق به من النقائص والعيوب ويثبت له مع ذلك نعوت جلاله وصفات كماله، ولا يتجاوز في ذلك كله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث". ومن كان على ذلك فهو على هدي قويم، وعلى صراط مستقيم.
مخ ۲۳۷