ومن فضائل هذه الكلمة العظيمة، ما رواه الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم، من طريق أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة"، وله شاهدان:
أحدهما: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - موقوفا، خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه.
والآخر: من حديث معاذ بن سهل مرفوعا، خرجه الإمام أحمد في مسنده.
ومن فضائل هذه الكلمة ما رواه الطبراني، والحاكم، من حديث نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وصححه العلامة الألباني.
وروى الترمذي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".
فهذه جملة من الأحاديث الواردة في التسبيح والدالة على عظيم فضله وثوابه عند الله، وفي أكثر هذه الأحاديث قرن مع التسبيح حمد الله - تعالى -؛ وذلك لأن التسبيح هو تنزيه الله عن النقائص والعيوب، والتحميد فيه إثبات المحامد كلها لله عز وجل، والإثبات أكمل من السلب، ولهذا لم يرد التسبيح مجردا، لكن ورد مقرونا بما يدل على إثبات الكمال، فتارة يقرن بالحمد كما في هذه النصوص، وتارة يقرن باسم من الأسماء الدالة على العظمة والجلال، كقول: سبحان الله العظيم، وقول: سبحان ربي الأعلى، ونحو ذلك.
مخ ۲۲۷