الشرط الخامس: المحبة المنافية للبغض والكره، وذلك بأن يحب قائلها الله ورسوله ودين الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده، وأن يبغض من خالف لا إله إلا الله وأتى بما يناقضها من شرك وكفر، ومما يدل على اشتراط المحبة في الإيمان قول الله - تعالى -: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} ، وفي الحديث: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" (1)
والشرط السادس: القبول المنافي للرد، فلا بد من قبول هذه الكلمة قبولا حقا بالقلب واللسان، وقد قص الله علينا في القرآن الكريم أنباء من سبق ممن أنجاهم لقبولهم لا إله إلا الله، وانتقامه وإهلاكه لمن ردها ولم يقبلها، قال تعالى: {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين} ، وقال سبحانه في شأن لمشركين: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} (2)
الشرط السابع: الانقياد المنافي للترك؛ إذ لا بد لقائل لا إله إلا الله أن ينقاد لشرع الله، ويذعن لحكمه، ويسلم وجهه إلى الله؛ إذ بذلك يكون متمسكا ب لا إله إلا الله، ولذا يقول تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} ، أي: فقد استمسك ب لا إله إلا الله، فاشترط سبحانه الانقياد لشرع الله، وذلك بإسلام الوجه له سبحانه.
مخ ۲۱۴