206

منھاج الصواب

ژانرونه

============================================================

فلما رأى الرجل أنه لا يجيبه إلى معالجته والنظر في أمره حتى يعطيه سؤله أجابه إلى ما آراد، ودفع إليه النصف الثاني، فعالجه حتى ذهب عنه سواده. فلما برىء قال له: أبقي لك شيء؟ قال: لا.

قال: فاستوجبت ما أخذته منك؟

قال: نعم.

فقال: لم آخذ منك مالك رغبة فيه ولا مستأثرا به دونك، ولكن أردت أني أدري مقدار نفسك عندك، وأيهما أحب إليك المال أم هي فقد رأيت.

وهذا مالك كله مردود عليك، لا والله، لا آخذ منه درهما واحدا.

فرده عليه، ثم قال له: ما نحلتكم التي تنتحلون؟ وشريعتكم الي بها تتشرعون؟ فقال له: نحن مسلمون.

فقال: وما مسلمون؟

فقال: نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فقال: وما محمد قال: رجل من العرب، ثم من قريش بعثه الله تعالى إلينا [73/] ر سولا واختاره صفيا أمينا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وذكر لنا: أن بين أيدينا يوما تبعث فيه الأموات، وبحازى فيه بالحسنات والسيئات؟

فقال: وكيف أنتم في اتباعه؟

قال: إنا نسلك في غير هديه، ونترك كثيرا من أمره.

قال: والله يا هذا، ما أقول ما تقولون، وما ردني كما ترى جلدة على عظم إلا الفكر في الموت خاصة، وفيما هو وكيف لو قلت كما تقولون بما بعد الموت من الحساب والعقاب والجزاء والثواب

مخ ۲۰۵