وأجابوا عن حجج الأولين بأن قوله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}[هود:113] أن المراد به المتابعة لهم والاقتداء بهم؛ لدلالة قوله تعالى: {فتمسكم النار} وما في (الجامع الكافي) ناطق بعذاب إمام الجور ولعنه وليس هو محل النزاع.
وحديث (المجموع) وشواهده محمولة على وقوع الحكم بغير ما أنزل الله عمدا واستهانة واستهزاءا، وكل ذلك من الكفر البواح، وما عدا ذلك مطلقة، وأحاديثنا ناطقة بالأمر بالصبر عما فعلوا من الظلم والفواحش سرا وعلانية، ووزر ما عملوا عليهم إلا من رضي، فالراضي بالشيء كفاعله أو تابع فمنهم.
وهي وإن كانت مطلقة فهي مقيدة بحديث البخاري ومسلم من طريق أم سلمة ((بما أقاموا الصلاة، إلا أن تروا كفرا بواحا )) أي ظاهرا ((فيه برهان من الله فلا طاعة لهم ولا سمع)) لخروجهم منها، وانعزالهم عنها، ووجب الخروج عليهم، ومنازعتهم.
وبحديث عبادة بن الصامت عند الشيخين السالف ذكره، وفيه ((إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)).
قوله: ((بواحا)) بموحدة من أسفل وحاء مهملة، وفي (القاموس): وأمره بمعصية بواحا ظاهرا مكشوفا.
قال الخطابي: معنى بواحا: يريد جهارا ظاهرا باديا، من قولهم باح بالشيء يبوح به بواحا وبواحا، إذا أذاعه وأظهره انتهى.
مخ ۱۱۶