قال الزمخشري: والنهي متناول للانحطاط في أهوائهم، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم، ومجالستهم وزيارتهم، ومداهنتهم والرضى بأعمالهم، والتشبه بهم والتزيي بزيهم، ومد العين إلى زهرتهم وذكرهم بما فيه تعظيم لهم .
وتأمل قوله تعالى: {ولا تركنوا} فإن الركون هو الميل إليه، وقوله: {إلى الذين ظلموا} أي إلى الذين وجد منهم الظلم، ولم يقل إلى الظالمين.
وحكي أن الموفق صلى خلف الإمام، فقرأ بهذه الآية فغشي عليه، فلما أفاق قيل له؟ فقال: هذا فيمن يركن إلى من ظلم فكيف بالظالم. انتهى.
ومن حججهم أيضا ما ذكره في (الجامع الكافي) بلاغا عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((أن أبغض الناس إلى الله عز وجل يوم القيامة ، وأشدهم عذابا إمام جائر)) وفي حديث ((ومن استرعي رعية فغشها لقي الله وهو عليه غضبان)) .
والوجه في ذلك: ما ثبت أن الراعي هو القائم بمصالح من يرعاه، فإذا غش رعيته ثبت عليه الوعيد المذكور.
وفي رواية ((من ولي من أمورهم من بعدي شيئا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.
قال محمد: بلغنا أن الصرف التوبة، والعدل الفدية انتهى.
ومن ذلك ما أخرجه الطبراني في (الكبير) والحاكم عن عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ: ((سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون ، وينكرون ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله عز وجل)) .
مخ ۱۱۱