Manhaj Ibn Aqil al-Hanbali wa Aqwaluhu fil Tafsir Jama'an wa Dirasatan
منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير جمعا ودراسة
ژانرونه
المقدمة
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، والصلاة والسلام على من بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، أما بعد:
فقد اهتم العلماء بتفسير كتاب الله تعالى، وتبيين ما فيه من المعاني والأحكام، وقد تميزت تفاسيرهم بالدقة والوضوح، ومن جهودهم ما هو مجموع في مؤلف مستقل بالتفسير، ومنها ما هو أقوال منثورة لا تقل أهمية عما قبلها، بل ربما تفوقها، فتحتاج إلى جمع في مصنف خاص؛ ليسهل الرجوع إليها، والاستفادة منها، ومن ثم يعم الانتفاع بها.
ومن العلماء الأجلاء الذين وجدت لهم أقوالًا في التفسير: الإمام العلامة أبو الوفاء علي ابن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الظفري الحنبلي ﵀، لكنها مبثوثة في مؤلفاته، وهي جديرة بالجمع والدراسة، فآثرت بعد الاستعانة بالله وحده أن أقوم بجمع أقواله في التفسير وترتيبها ودراستها، وبيان منهجه فيها، وقد بلغت أكثر من خمسين ومائة قول، وعزمت على أن يكون موضوع بحثي الذي أتقدم به لنيل درجة الماجستير من قسم القرآن وعلومه هو:
منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير جمعًا ودراسة
1 / 1
أهمية الموضوع:
تظهر أهمية الموضوع في أمور، منها:
١ - أن ابن عقيل من أشهر المجتهدين في المذهب الحنبلي ومن كبار علمائهم، وفي إخراج أقواله في تفسير كلام الله تعالى إسهام في خدمة هذا العلم.
٢ - أنه من علماء التفسير، ومن علماء القراءات: فقد ترجم له الداوودي في [طبقات المفسرين ١/ ٤٢١] فقال: (.. وقرأ القراءات على أبي الفتح بن شيطا، قرأ عليه المبارك بن أحمد بن الإخوة). وذكره [الذهبي في معرفة القراء الكبار ص ٢٦١].
٣ - تقدم العصر الذي عاشه الإمام ابن عقيل ﵀ ٤٣١ - ٥١٣ هـ مما جعل أقواله في التفسير ذات قيمة عالية، وهي فترة عاشها جماعة من أهل التفسير ممن ذاع صيتهم، وكانوا أئمة في هذا الفن، ومنهم الماوردي (ت:٤٥٠)، والواحدي (ت:٤٦٨)، والراغب الأصفهاني (ت:٥٠٣)، وإلكيا الهراسي (ت:٥٠٤)، والبغوي (ت:٥١٦) وغيرهم مما يعطي صورة جلية لازدهار علم التفسير في ذلك العصر.
٤ - لما كانت المطبوعات شحيحة في آيات الأحكام من علماء الحنابلة، فإن إخراج مثل هذا الجمع يضيف إلى كتبهم نوعًا مهمًا من العلوم، وهو أحكام القرآن.
٥ - ومما زاد الموضوع أهمية ما وجدت من نقل بعض كبار العلماء والمفسرين عنه؛ من أمثال: ابن العربي، وابن الجوزي، والقرطبي، والشوكاني، والآلوسي، وابن القيم، وغيرهم.
٦ - أن في هذا البحث جمعًا لتفسير متفرق؛ فيه الكثير من الفوائد واللطائف والنفائس، مما لا يوجد في كثير من المصنفات.
أسباب اختيار الموضوع:
اخترت هذا الموضوع لأسباب كثيرة، منها:
١ - أهمية الموضوع، وقد تقدم ما يحث على الكتابة فيه.
٢ - أنه حسب علمي وبحثي وسؤالي للمختصين لم يجمع أحد أقواله في التفسير مع علو كعبه وكثرة علومه في القرآن.
٣ - المكانة العلمية التي تميز بها ابن عقيل الحنبلي ﵀، فمن المعروف أنه من الأئمة الكبار ومصنفاته تدل على ذلك:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولابن عقيل أنواع من الكلام فإنه كان من أذكياء العالم) [درء تعارض العقل والنقل ٨/ ٦٠].
1 / 2
- وقال أبو طاهر السِّلَفي: (ما رأت عيناي مثل أبي الوفاء ابن عقيل الفقيه، ما كان يقدر أحد أن يتكلم معه لغزارة علمه وحسن إيراده وبلاغة كلامه وقوة حجته، ولقد تكلم يومًا مع شيخنا أبي الحسن إلكيا الهراسي في مسألة، فقال شيخنا: هذا ليس بمذهبك. فقال: أنا لي اجتهاد، متى طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي، وأقوم له بحجتي، فقال شيخنا: كذلك الظن بك) [ذيل الطبقات لابن رجب ١/ ١٤٧].
فلما كان بهذه المنزلة العظيمة تأكد اختيار هذا الموضوع.
٤ - السعي إلى إبراز جانب الملكة العلمية التفسيرية عند ابن عقيل لطلاب المعرفة، وبخاصة أن هناك انشغالًا عنها بسبب إمامته في بعض العلوم الأخرى كالفقه مثلًا، وقد برع وأبدع في جوانب مهمة، وذكر بعض مترجميه أن له كتابًا بعنوان: مسائل مشكلة في آيات من القرآن [ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٥٦] لكنه في عداد المفقود [آثار الحنابلة في علوم القرآن للفنيسان ص ٩٧]، وفي جمع أقواله سد لبعض ما فات، لهذه الأسباب رغبت في تسجيل هذا الموضوع.
أهداف البحث:
١ - إخراج ما قاله هذا العالم في التفسير بكتاب مستقل يحمل رأيه، ويكشف عن تفسيره للآيات، تقديرًا لمكانته العلمية، ووفاء بحقه.
٢ - دراسة أقوال ابن عقيل في التفسير دراسة تحليلية مقارنة.
٣ - إبراز جهود أحد علماء الحنابلة في علم التفسير.
الدراسات السابقة:
- ابن عقيل حياته واختياراته الفقهية، رسالة دكتوراه للباحث صالح بن محمد الرشيد، في جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون، ونوقشت عام ١٣٩٩ هـ.
- تحقيق جزء من كتاب الواضح في أصول الفقه لابن عقيل: في ثلاث رسائل دكتوراه، في جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وهي كالتالي:
١ - موسى بن محمد بن يحيى القرني (من أول الكتاب إلى الأدلة المختلف فيها).
٢ - عطالله مولوي فيض الله (من فصول الخطاب إلى فصول العموم).
1 / 3
٣ - عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس (من فصول العموم إلى بداية نسخ الكتاب والسنة).
وهناك بحوث أخرى لها صلة بابن عقيل من خلال تحقيق كتبه، وهي كما يلي:
- حقق كتاب الواضح في أصول الفقه: الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي.
وهذا الكتاب في مباحث أصول الفقه، وقد تميز بمزايا يندر اجتماعها في كتاب مثله، مما دفع المجد ابن تيمية ﵀ أن يقول: (لله در الواضح لابن عقيل من كتاب، ما أغزر فوائده، وأكثر فرائده، وأزكى مسائله، وأزيد فضائله، من نقل مذهب، وتحرير حقيقة مسألة، وتحقيق ذلك) [المسودة ص ٦٥]. وقد فسر فيه عددًا كبيرًا من الآيات فاستخرجتها لدراستها في هذا البحث.
- حقق جزءين من كتابه الفنون: جورج مقدسي، والذي يبحث في فنون متعددة منها التفسير فهو من المصادر لجمع أقوال ابن عقيل في التفسير.
- حقق كتاب التذكرة في الفقه لابن عقيل الدكتور ناصر بن سعود السلامة. وقد مر على جميع أبواب الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحم الله الجميع.
- أخرجت مكتبة الثقافة الدينية في مصر كتاب: الجدل على طريقة الفقهاء لابن عقيل، وهذا الكتاب يبحث في علم الكلام.
- حقق الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي كتاب فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة لابن عقيل، وهو في فضائل الأخلاق.
- حقق الدكتور سليمان بن عبدالله العمير كتاب ابن عقيل الموسوم بـ جزء في الأصول - أصول الدين - مسألة القرآن. وهذا الكتاب في أن الله تكلم بالقرآن حقيقة وأن كلامه بحرف وصوت، وضمنه الرد على الأشاعرة في مسألة القرآن.
ومع هذا كله فلم أقف بعد البحث والنظر والسؤال على أي دراسة علمية تتعلق بابن عقيل مفسرًا، وبهذا تظهر جدة هذا البحث؛ حيث لم تسبق دراسته، والله أعلم.
1 / 4
خطة البحث:
تتكون خطة البحث من مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة، وفهارس.
المقدمة: وتشتمل على ما يلي:
أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، وخطة البحث، ومنهجي في البحث.
التمهيد: وفيه ترجمة موجزة لابن عقيل.
القسم الأول: مصادر ابن عقيل ومنهجه في التفسير، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: مصادر ابن عقيل في التفسير، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: مصادر القرآن وعلومه.
المبحث الثاني: مصادر الحديث.
المبحث الثالث: مصادر الفقه.
المبحث الرابع: مصادر العقيدة.
الفصل الثاني: منهج ابن عقيل في التفسير، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: جمع النظائر.
المطلب الثاني: تخصيص العموم.
المطلب الثالث: تقييد المطلق.
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: بيان المجمل.
المطلب الثاني: تخصيص العموم.
المطلب الثالث: تقييد المطلق.
المبحث الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تخصيص العموم.
المطلب الثاني: دفع موهم التناقض.
المبحث الرابع: تفسير القرآن باللغة، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: اهتمامه بمعاني المفردات، ومعاني الحروف، ومرجع الضمائر.
المطلب الثاني: عنايته بالشعر، وأقوال العرب.
المطلب الثالث: اهتمامه بالأوجه البلاغية ولطائف التفسير.
المبحث الخامس: تفسيره لآيات الأحكام، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مذهبه الفقهي.
المطلب الثاني: نقله للإجماع.
المطلب الثالث: اهتمامه بالقياس.
المطلب الرابع: منهجه في الاستنباط.
الفصل الثالث: علوم القرآن عند ابن عقيل، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: الناسخ والمنسوخ.
المبحث الثاني: أسباب النزول.
المبحث الثالث: المحكم والمتشابه.
المبحث الرابع: العام والخاص.
1 / 5
القسم الثاني: أقوال ابن عقيل في التفسير - من أول القرآن إلى آخره - ودراستها.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث.
الفهارس:
١ - فهرس الآيات القرآنية. ٢ - فهرس الأحاديث النبوية والآثار. ... ٣ - فهرس الأعلام. ... ٤ - فهرس الكلمات الغريبة. ... ٥ - فهرس الفرق. ... ٦ - فهرس الأبيات الشعرية.
٧ - ثبت المصادر والمراجع. ... ٨ - فهرس الموضوعات.
1 / 6
منهجي وعملي في البحث:
القسم الأول من البحث:
١) ما يتعلق بمصادر ابن عقيل في التفسير:
أقوم بجمع مصادره التي صرح بها، وكذلك ما أبهمه واستطعت الوقوف عليه وترجح لدي أنه من مصادره.
٢) ما يتعلق بدراسة منهج ابن عقيل في التفسير:
استخرجت مادته من خلال التأمل في الآيات التي تناولها بالتفسير، ولذا اقتصرت فيه بذكر المثال دون شرحه اكتفاء بدراسته في القسم الثاني، إلا إذا دعت الحاجة للإيضاح.
وفي هذا القسم يكون الحديث وسطًا بين الطول والإيجاز، بما يفي بالغرض، وقد بينت في الخطة ما يتعلق به من مباحث.
القسم الثاني: أقوال ابن عقيل ودراستها، وعملي فيه كما يلي:
١ - جمع أقوال ابن عقيل في التفسير من خلال كتبه، وما نقل عنه.
٢ - ترتيب المادة العلمية المستخرجة على حسب ترتيب السور والآيات.
٣ - كتابة الآية قبل ذكر قول ابن عقيل مع عزوها إلى سورتها ورقم الآية.
٤ - الالتزام بنقل نص كلام ابن عقيل، مع التعليق على ما يحتاج إلى إيضاح في الحاشية.
٥ - عند تكرر كلامه عند آية أكتفي بأجمعه، وأشير في الحاشية إلى المواضع الأخرى، إلا إذا وُجِد ما ليس في الموضع الأول فإني أذكره معه، مع بيان ذلك.
٦ - إذا كان الكلام على الآية قد سبق مثيله فأكتفي بالإحالة عليه، مع بيان الفرق إن وجد.
٧ - ترقيم أقوال ابن عقيل، بوضع رقمين قبل كل قول، الأول منهما: هو الرقم العام لجميع أقواله في البحث، والثاني: الرقم الخاص بكل سورة.
1 / 7
٨ - دراسة أقواله؛ ومنهجي فيه على النحو التالي:
أ- أعنون لدراسة أقوال ابن عقيل بكلمة: الدراسة.
ب - إذا كانت المسألة متفقًا عليها، فإني أذكر كلام أهل العلم مع أشهر أدلتهم مما يؤيد كلام ابن عقيل.
ج - إذا كانت المسألة ذات خلاف فإني أذكر في الدراسة محل الخلاف، ثم أشهر الأدلة لكل قول، وما يظهر من مناقشتها.
د - أحرص على النظر والتأمل في تفسير الآية، مجتهدًا في أن أجمع بين الأقوال، وأبين عدم تعارضها حسب الاستطاعة والإمكان، وإن لم يتبين وجه الجمع، فإني أختار ما يظهر لي أنه أسعد بالدليل.
٩ - عزو الآيات إلى سورها من القرآن وترقيمها، وجعلتها بين معقوفتين هكذا [].
١٠ - تخريج الأحاديث، وعزوها إلى مصادرها، فأذكر من أخرجها ثم اسم الكتاب والباب ثم رقم الحديث بين قوسين هكذا ()، فإن كان في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بهما، وإن لم يكن فيهما، فمع عزوه إلى مصادره أذكر درجته صحةً وضعفًا، معتمدًا في ذلك على كلام المحققين من أهل الحديث.
١١ - تخريج الآثار وعزوها إلى مصادرها قدر الإمكان.
١٢ - إحالة كلام أهل العلم إلى موضعه من كتبهم إن وجدت، أو المعتبرة في نقل أقوالهم عند عدمها.
١٣ - نسبة الأبيات الشعرية إلى قائليها.
١٤ - شرح وتوضيح المصطلحات والكلمات الغريبة.
١٥ - التعريف بالأعلام باختصار ثم الإحالة على مرجع أو اثنين من مراجع ترجمته، مع ملاحظة ما يلي: عدم التعريف بالأنبياء والخلفاء الأربعة ورواة الأحاديث، ومن كان في نص منقول، ولم أذكر الألقاب العلمية؛ ولم أتبع الأعلام بالدعاء لهم بالرحمة لكون ذلك معلومًا إلا أن ينص عليها المنقول عنه.
١٦ - التعريف بالفِرق مما يحتاج إلى تعريف في أول موطن ترد فيه قدر الاستطاعة.
1 / 8
وقبل الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لله ﷾ على ما من به علي من النعم العظيمة، ثم أتوجه بالشكر والدعاء إلى فضيلة شيخيّ الفاضلين الدكتور: بدر بن ناصر البدر، والدكتور: يوسف بن محمد السعيد الذين أتحفاني بأحسن التوجيهات، وجميل الملاحظات، وغمراني بالأخلاق الجمة، والآداب الرفيعة، وحسن التعامل، ولطف العبارة؛ فلهما مني الشكر والدعاء.
والشكر موصول لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ذلك الصرح الشامخ، والمنبع العذب، التي عم نفعها جميع بقاع الأرض، فأسأل الله أن يبارك فيها، ويسدد القائمين عليها، وأخص بمزيد من الشكر القائمين على كلية أصول الدين، ومشايخي الأعزاء في قسم القرآن وعلومه، فجزاهم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.
كما أتقدم بجزيل الشكر لجميع الإخوة الذين وقفوا معي وأعانوني على إتمام هذا البحث فبارك الله فيهم ووفقهم أينما كانوا.
هذا وأسأل الله العلي القدير أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل عملنا هذا حجة لنا لا علينا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
راشد بن حمود بن راشد الثنيان ...
1 / 9
التمهيد ترجمة موجزة لابن عقيل
1 / 10
التمهيد
قبل الدخول في منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير يحسن أن أذكر ترجمة موجزة تعرف به فأقول:
أولًا: اسمه ونسبه وكنيته:
علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن أحمد البغدادي الظَّفَري (^١) المقرئ الفقيه الحنبلي الأصولي الواعظ المتكلم، أبو الوفاء، أحد الأئمة الأعلام، وشيخ الإسلام (^٢).
_________
(^١) الظَّفَري: بالتحريك نسبة إلى الظَّفَرية، وهي محلة كبيرة شرقي بغداد، ينظر الأنساب للسمعاني ٤/ ١٠٢، معجم البلدان ٤/ ٦١.
(^٢) الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١/ ١٤٢، وقال: (كذا قرأت نسبه بخطه).
1 / 11
ثانيًا: مولده:
ولد ابن عقيل في بغداد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة في جمادى الآخرة.
قال ابن رجب (^١): (كذا نقله عنه ابن ناصر السلفي) (^٢).
وقال ابن الجوزي (^٣): (وكذا رأيته بخطه) (^٤).
وقيل: سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة (^٥).
وقيل: سنة ثلاثين وأربعمائة (^٦)، قال ابن رجب: (والأول أصح) (^٧).
_________
(^١) هو الإمام زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي، من مصنفاته: شرح علل الترمذي، وشرح قطعة من البخاري، والذيل على طبقات الحنابلة، مات في رجب سنة ٧٩٥ هـ، له ترجمة في: طبقات الحفاظ ص ٥٤٠.
(^٢) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٢.
(^٣) هو أبو الفرج جمال الدين عبدالرحمن بن علي بن الجوزي البغدادي الحنبلي، صاحب التصانيف في أنواع العلوم، مات سنة ٥٩٧ هـ، له ترجمة في: سير أعلام النبلاء ٢١/ ٣٦٥، طبقات السيوطي ص ٥٠.
(^٤) المنتظم ٩/ ٢١٢.
(^٥) طبقات الحنابلة ٢/ ٢٥٩.
(^٦) مناقب الإمام أحمد ص ٦٣٥.
(^٧) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٢.
1 / 12
ثالثًا: أسرته:
يقول ابن عقيل عن نفسه: (وأما أهل بيتي: فإن بيت أبي كلهم أرباب أقلام وكتابة، وشعر وآداب، وكان جدي محمد بن عقيل كاتب حضرة بهاء الدولة، وهو المنشئ لرسالة عزل الطايع وتولية القادر، ووالدي أنظر الناس وأحسنهم جزلًا وعلمًا، وبيت أمي (^١) بيت الزهري صاحب الكلام والدرس على مذهب أبي حنيفة) (^٢)، وله ولدان ماتا في حياته أحدهما: أبو الحسن عقيل، يقول عنه والده: (مات ولدي عقيل، وكان قد تفقه وناظر وجمع أدبًا حسنًا) (^٣)، والآخر: أبو منصور هبة الله، يقول عنه والده: (قال لي ابني لما تقارب أجله: يا سيدي قد أنفقت وبالغت في الأدوية والطب والأدعية، ولله تعالى فيّ اختيار، فدعني مع اختياره، قال: فوالله ما أنطق الله ﷾ ولدي بهذه المقالة التي تشاكل قول إسحاق لإبراهيم: ﴿افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾ [الصافات:١٠٢] إلا وقد اختاره الله تعالى للحظوة) (^٤).
_________
(^١) قيل إن أبا الفضل الزهري يكون جدًا لابن عقيل من جهة أمه، وأبو الفضل: هو عبيدالله بن عبدالرحمن بن عوف، ينظر: المنتظم ٧/ ١٦٦، وفي بعض المصادر (أبي) ولا أستطيع الجزم بشيء منهما، لأن ابن عقيل لم يذكر شيئًا عن أحد والديه أكثر من النص الوارد، ونقله عنه من ترجم له دون إضافات تتعلق بوالده لكن يفهم إغفال المصادر وسكوت ابن عقيل عن والده أنه نشأ يتيمًا، ومما يؤكد هذا ما أشار إليه من معاناته من الفقر حيث قال: (وعانيت من الفقر والنسخ بالأجرة) مما يدل على فقد من يعوله واعتماده على نفسه حتى هيأ الله له من يعوله ليتفرغ للعلم والتعليم، وستأتي الإشارة إليه في: مكانته العلمية، والله أعلم.
(^٢) المنتظم ٩/ ٢١٣، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣.
(^٣) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٤.
(^٤) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٥.
1 / 13
رابعًا: شيوخه:
نهل ابن عقيل علمه عن عدد كبير من العلماء في فنون متعددة، وقد نقل عنه ابن رجب أنه كان يقول: (شيخي في القراءة: ابن شيطا.
وفي النحو والأدب: أبو القاسم بن برهان.
وفي الزهد: أبو بكر الدينوري، وأبو بكر بن زيدان، وأبو الحسين القزويني، وذكر جماعة غيرهم من الرجال والنساء.
وفي آداب التصوف: أبو منصور صاحب الزيادة العطار.
وفي الحديث: ابن التّوّزي، وأبو بكر بن بشران، والعشارى، والجوهري، وغيرهم.
وفي الشعر والترسل: ابن شبل، وابن الفضل.
وفي الفرائض: أبو الفضل الهمذاني.
وفي الوعظ: أبو طاهر بن العلاف صاحب ابن سمعون.
وفي الأصول: أبو الوليد، وأبو القاسم ابن التبان.
وفي الفقه: القاضي أبو يعلى، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو نصر بن الصباغ.
إلى أن قال: ومن مشايخي: أبو محمد التميمي، ومنهم أبو بكر الخطيب ... الخ) (^١).
وليس من ذَكَر ابن عقيل هم كل مشايخه، وكثرتهم إنما تدل على همته العالية وشغفه في جمع أنواع العلوم.
وفيما يلي ذكر نُبَذٍ موجزة عن بعض مشايخه:
١ - ابن شيطا: وهو أبو الفتح عبدالواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البغدادي المقرئ، صنف كتاب [التذكار في القراءات العشر]، وهو شيخ ابن عقيل في القراءة، مات سنة ٤٥٠ هـ (^٢).
٢ - أبو القاسم: عبدالواحد بن علي بن عمر بن برهان العكبري، من علماء النحو والتاريخ وأيام العرب، أخذ عنه ابن عقيل الأدب والنحو، مات سنة ٤٥٦ هـ (^٣).
_________
(^١) المنتظم ٩/ ٢١٢، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٢ - ١٤٣.
(^٢) ينظر: المنتظم: ٨/ ١٩٩، معرفة القراء الكبار للذهبي ٢/ ٧٩١.
(^٣) ينظر: تاريخ بغداد ١١/ ١٧، البداية والنهاية ١٢/ ١٠٠.
1 / 14
٣ - أبو الحسين القزويني: وقيل أبو الوفاء (^١)، علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، شيخ ابن عقيل في الزهد (^٢)، مات سنة ٤٤٢ هـ (^٣).
٤ - أبو يعلى ابن الفراء: محمد بن الحسين بن خلف بن الفراء البغدادي القاضي شيخ الحنابلة في وقته، وهو أول من أخذ عنه ابن عقيل الفقه، مات سنة ٤٥٨ هـ (^٤).
٥ - أبو بكرالخطيب: أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد الخطيب البغدادي الحافظ المحدث المؤرخ، أحد مشايخ ابن عقيل في الحديث، مات سنة ٤٦٣ هـ (^٥).
٦ - أبو إسحاق الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبدالله الفيروزآبادي الشافعي، من مشايخ ابن عقيل في الأصول والمناظرة (^٦)، مات سنة ٤٧٦ هـ (^٧).
٧ - أبو الفضل الهمذاني: عبدالملك بن إبراهيم بن أحمد الهمذاني، كانت له يد طولى في العلوم الشرعية والحساب، مات سنة ٤٨٩ هـ (^٨).
_________
(^١) ينظر: المنتظم ٩/ ٢١٢.
(^٢) ينظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣.
(^٣) ينظر: سير أعلام النبلاء ١٧/ ٦٠٩، وذكر أنه أبا الحسن.
(^٤) ينظر: تاريخ بغداد ٢/ ٢٥٢، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٨٩.
(^٥) ينظر: تاريخ دمشق ٥/ ٣١، البداية والنهاية ١٢/ ١٠٩.
(^٦) ينظر: المنتظم ٩/ ٢١٣.
(^٧) ينظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٥٣، البداية والنهاية ١٢/ ١٣٤.
(^٨) ينظر: المنتظم ٩/ ١٠٠، البداية والنهاية ١٢/ ١٦٥.
1 / 15
خامسًا: تلاميذه:
درَّس ابن عقيل علومًا كثيرة، وأخذ عنه العلم عدد كبير من أهل العلم من أبرزهم:
١ - ابنه أبو الحسن عقيل: قال ابن رجب: (تفقه على أبيه، وناظر في الأصول والفروع)، مات سنة ٥١٠ هـ (^١).
٢ - المغازلي: عمر بن ظفر أبو حفص البغدادي المغازلي، المقرئ المحدث المشهور، مات سنة ٥٤٢ هـ (^٢)، ذكره ابن رجب فيمن روى عن ابن عقيل الحديث (^٣).
٣ - أبو المعمر الأنصاري (^٤): المبارك بن أحمد بن عبدالعزيز الأزجي الأنصاري، ممن حدث وروى عن ابن عقيل، مات سنة ٥٤٩ هـ (^٥).
٤ - ابن ناصر: محمد بن ناصر بن محمد السلامي أبو الفضل البغدادي، كان حافظًا ضابطًا متقنًا، روى عن ابن عقيل، مات سنة ٥٥٠ هـ (^٦).
٥ - ابن الدجاجي: سعدالله بن نصر بن سعيد أبو الحسن المعروف بابن الدجاجي، الفقيه الواعظ المقرئ، وهو راوي كتاب: [الانتصار لأهل السنة والحديث] عن ابن عقيل، مات سنة ٥٦٤ هـ (^٧).
_________
(^١) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٣.
(^٢) معرفة القراء الكبار ٢/ ٩٦٦، شذرات الذهب ٤/ ١٣١.
(^٣) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٥.
(^٤) ينظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٥.
(^٥) ينظر: سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٢٦٠، شذرات الذهب ٤/ ١٥٤.
(^٦) ينظر: سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٢٦٥، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٥، ٢٢٥.
(^٧) ينظر: المنتظم ١٠/ ٢٢٨، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٣٠٢ - ٣٠٣.
1 / 16
سادسًا: مكانته العلمية:
عانى ابن عقيل أول حياته من قلة ذات اليد فكان يحاول الكسب لسد حاجته، يقول عن نفسه: (وعانيت من الفقر والنسخ بالأجرة) (^١).
ولم يستمر هذا بل سخر الله له الشيخ أبا منصور عبدالملك بن يوسف (^٢) الذي تكفل بمؤونة البحث عن رزقه؛ ليتفرغ لطلب العلم وتعليمه (^٣)، وبالفعل تفرغ ابن عقيل وبدأ في طلب العلم، وسهل له الطريق كثرة توافر العلماء في بغداد على اختلاف مذاهبهم، وساعده كذلك ما من الله به عليه من ذكاء مفرط، وهمة عالية، وتوفيق بز به أقرانه، يقول ابن تيمية (^٤) عنه: (فإنه من أذكياء العالم) (^٥)، وقال ابن رجب: (وكان ابن عقيل ﵀ من أفاضل العالم، وأذكياء بني آدم، مفرط الذكاء، متسع الدائرة في العلوم) (^٦)، فكان في هذا حفظ له من الانشغال بالملهيات والمغريات في هذه الحياة الدنيا، يقول عن نفسه: (وعصمني الله تعالى في عنفوان شبابي بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم وأهله، فما خالطت لعابًا قط، ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبة العلم) (^٧).
_________
(^١) المنتظم ٩/ ٢١٣، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣.
(^٢) هو أبو منصور عبدالملك بن محمد بن يوسف البغدادي، سبط الإمام أبي الحسين أحمد بن عبدالله السوسنجردي وكان يلقب بالشيخ الأجلّ، مات سنة ٤٦٠ هـ، له ترجمة في: سير أعلام النبلاء ١٨/ ٣٣٣.
(^٣) ينظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٤٧.
(^٤) هو أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام الحراني الدمشقي الحنبلي أبو العباس تقي الدين ابن تيمية، ذكر في الدرر الكامنة لابن حجر ١/ ١٨٥: أن تصانيفه ربما تزيد على أربعة آلاف كراسة، له ترجمة في: فوات الوفيات ١/ ٣٥ - ٤٥، البداية والنهاية ١٤/ ١٣٥.
(^٥) درء تعارض العقل والنقل ٨/ ٦٠.
(^٦) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥١.
(^٧) المنتظم ٩/ ٢١٣، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣.
1 / 17
ونال ابن عقيل مكانة علمية عالية عند كثير من علماء عصره على اختلاف مشاربهم، ولم يكن مقلدًا ولا متعصبًا لرأي، وكان يقول: (الواجب اتباع الدليل، لا اتباع أحمد) (^١)، مع أنه تفقه على مذهب أحمد، قال عنه ابن رجب: (وله مسائل كثيرة ينفرد بها، ويخالف فيها المذهب) (^٢).
وكان حريصًا على قضاء وقته بالعلم فظهر أثر هذا في كلامه ومعارفه؛ يقول ابن الجوزي: (وأفتى ابن عقيل، ودرس وناظر الفحول، واستفتي في الديوان في زمن القائم في زمرة الكبار، وجمع علم الفروع والأصول وصنف فيها الكتب الكبار، وكان دائم التشاغل بالعلم، حتى أني رأيت بخطه: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره) (^٣).
فلما كان منه هذا صار ممن يشار إليهم بالبنان، يقول السِّلَفي (^٤): (ما رأت عيناي مثل الشيخ أبي الوفاء بن عقيل؛ ما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه، وحسن إيراده، وبلاغة كلامه، وقوة حجته) (^٥).
ويقول الذهبي (^٦): (وكان بحر معارف، وكنز فضائل، لم يكن له في زمانه نظير) (^٧).
_________
(^١) ينظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٧.
(^٢) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٧.
(^٣) المنتظم ٩/ ٢١٣.
(^٤) هو أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني الجرواني، أتقن مذهب الشافعي، وجود القرآن بالروايات، مات سنة ٥٧٦ هـ، له ترجمة في: سير أعلام النبلاء ٢١/ ٥، شذرات الذهب ٤/ ٢٥٥، الأنساب ٣/ ٣٧٤.
(^٥) سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٤٦، طبقات الداوودي ١/ ٤٢٢.
(^٦) هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي، من مصنفاته: سير أعلام النبلاء، معرفة القراء الكبار، مات سنة ٧٤٨ هـ، له ترجمة في: طبقات الشافعية ٣/ ٥٥، شذرات الذهب ٦/ ١٥٤.
(^٧) سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٤٥.
1 / 18
سابعًا: مصنفاته:
نظرًا لاطلاع ابن عقيل الواسع فإنه ترك تصانيف كثيرة في أنواع العلم، منها:
١ - [الفنون] وهو أكبر تصانيفه، قال الذهبي في تاريخه: (لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب، حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربعمائة) (^١). ... قال ابن رجب: (وهو كتاب كبير جدًا، فيه فوائد كثيرة جليلة، في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات، وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له، وخواطره ونتائج فكره قيدها فيه) (^٢). وقد وجد منه قطعة في مكتبة باريس وحققها وعلق عليها جورج المقدسي وطبع منه جزءان عام ١٣٨٩ هـ، وعن هذا الكتاب نُقُول كثيرة في كتب الحنابلة (^٣).
٢ - [التذكرة في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل] وقد طبع بتحقيق الدكتور ناصر بن سعود السلامة، ونشرته دار أشبيليا عام ١٤٢٢ هـ.
٣ - [الواضح في أصول الفقه] حقق في رسائل علمية بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وطبع بتحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ونشرته مؤسسة الرسالة عام ١٤٢٠ هـ.
٤ - [الجدل على طريقة الفقهاء] وقد نشر الكتاب في مجلة الدراسات الشرقية للمعهد الفرنسي بدمشق سنة ١٩٦٧ م بعناية جورج المقدسي، وطبع أكثر من مرة.
٥ - [فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة] وقد طبع الكتاب بتحقيق الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، وتم نشره من دار البخاري عام ١٤١٦ هـ.
_________
(^١) ينظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٦.
(^٢) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٥.
(^٣) ينظر: درء تعارض العقل والنقل ٨/ ٦١ - ٦٨، الفروع ١/ ٧٢، ٤/ ٤٣٧، الإنصاف ١/ ٥٩، ٣/ ٢٧٠، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٦٧، ٣/ ٣٥٨، كشاف القناع ١/ ٣٤٣، ٦/ ٤٨، الآداب الشرعية ٢/ ٣٢١ - ٣٢٤، الذيل ١/ ١٥٩، وغيرها.
1 / 19
٦ - [جزء في الأصول - أصول الدين - مسألة القرآن] وقد طبع بتحقيق الدكتور سليمان بن عبدالله العمير ويقول عنه: (وقد ألف ابن عقيل هذا الجزء على مذهب السلف وضمنه الرد على الأشاعرة في مسألة القرآن وهذا التأليف يمثل الجانب المشرق من حياته الذي استهله بإعلان توبته ورجوعه عما كان يعتقده مما هو مخالف لمنهج السلف من مذاهب المبتدعة كالاعتزال وغيره) (^١).
ثامنًا: ابن عقيل والمعتزلة:
كان أصحاب ابن عقيل من الحنابلة ينهونه عن مجالسة المعتزلة (^٢)، بل بلغ الأمر أن أهدروا دمه لما رأوا منه كتابة فيها تعظيم المعتزلة سنة ٤٦١ هـ، إلى أن أعلن توبته، بل كتبها بخطه سنة ٤٦٥ هـ، وشهد عليه جماعة من الشهود والعلماء، إضافة إلى أنه ألف في الرد عليهم ونقض شبههم بما آتاه الله من العلم والحجة.
_________
(^١) ينظر: المقدمة للكتاب ص ٤.
(^٢) ينظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٤٧، والمعتزلة: اسم يطلق على فرقة ظهرت في أوائل القرن الأول الهجري، وسلكت منهجًا عقليًا متطرفًا في بحث العقائد الإسلامية، وهم أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري ﵀، ومن عقائدهم: أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين، وأن الإنسان يخلق فعله، ونفي الصفات عن الله تعالى، ينظر: الفصل في الملل والنحل والأهواء ٣/ ١٢٨، الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٣٩.
1 / 20